والتحقيق: أن يقعا بكلا المعنيين محل النزاع، وإن كان لفظهما ظاهرا في المعنى الأول، وتوهم أنه لو أريد بالمرة الفرد، لكان الأنسب، بل اللازم أن يجعل هذا المبحث تتمة للمبحث الآتي، من أن الامر هل يتعلق بالطبيعة أو بالفرد؟ فيقال عند ذلك، وعلى تقدير تعلقه بالفرد، هل يقتضي التعلق بالفرد الواحد أو المتعدد؟ أو لا يقتضي شيئا منهما؟ ولم يحتج إلى إفراد كل منهما بالبحث كما فعلوه، وأما لو أريد بها الدفعة، فلا علقة بين المسألتين، كما لا يخفى، فاسد، لعدم العقلة بينهما لو أريد بها الفرد أيضا، فإن الطلب على القول بالطبيعة إنما يتعلق بها باعتبار وجودها في الخارج، ضرورة أن الطبيعة من حيث هي ليست إلا هي، لا مطلوبة ولا غير مطلوبة، وبهذا الاعتبار كانت مرددة بين المرة والتكرار بكلا المعنيين، فيصح النزاع في دلالة الصيغة على المرة والتكرار بالمعنيين وعدمها.
____________________
وإرادة المرة والتكرار تحتاج إلى دليل آخر، وأدلة الطرفين بحذافيرها مخدوشة.
أقول: يمكن منع جريان النزاع في المقام مطلقا، مادة وهيئة، بدليل ان المرة والتكرار انما يكونان من قيود المطلوب لا الطلب، بل لا يتصور تقيد الطلب بالمرة والتكرار الا باعتبار انشائه مرة أو مرات، هذا بالنسبة إلى الهيئة، واما بالنسبة إلى المادة فلانها لا تخلو اما أن يكون المراد بها هو المصدر، أو المراد بها ما به القوة، وهي في المقام عبارة عن نفس الحروف التي تتصور تارة بصورة المصدر، وأخرى بصور سائر المشتقات، وعلى كل تقدير لا يجري النزاع المذكور، بل لا يعقل، وذلك لأنه على الأول، مضافا إلى ما نسب إلى السكاكي من دعواه الاتفاق على أن المصدر لا يدل الا على الماهية اللابشرط، لا يمكن جعل المصدر مادة لسائر المشتقات لوجهين:
أقول: يمكن منع جريان النزاع في المقام مطلقا، مادة وهيئة، بدليل ان المرة والتكرار انما يكونان من قيود المطلوب لا الطلب، بل لا يتصور تقيد الطلب بالمرة والتكرار الا باعتبار انشائه مرة أو مرات، هذا بالنسبة إلى الهيئة، واما بالنسبة إلى المادة فلانها لا تخلو اما أن يكون المراد بها هو المصدر، أو المراد بها ما به القوة، وهي في المقام عبارة عن نفس الحروف التي تتصور تارة بصورة المصدر، وأخرى بصور سائر المشتقات، وعلى كل تقدير لا يجري النزاع المذكور، بل لا يعقل، وذلك لأنه على الأول، مضافا إلى ما نسب إلى السكاكي من دعواه الاتفاق على أن المصدر لا يدل الا على الماهية اللابشرط، لا يمكن جعل المصدر مادة لسائر المشتقات لوجهين: