وبالجملة: ليس المعنى في كلمة (من) ولفظ الابتداء - مثلا - إلا
____________________
الذهن، الذي لا وجود له سوى نفس المتعلقات والمرتبطات، ومعلوم بأن كل موجود منها يمتنع صدقه على غيره، وإن كان ذاك الموجود أمرا كليا كالمنشأة منها، والمفاهيم المتصورة التي بينها ارتباطات، مثل مفهوم الضاحك المحمول على مفهوم الانسان باعتبار الربط الاتحادي بينهما، فان الربط الكذائي بينهما شخصي لا يصدق على الربط بين مصاديقها، وان كان ذلك الربط الاتحادي بين مصاديقهما مناطا لصدق اتحاد المفهومين كما لا يخفى، ولا نعني بالخاص الا ذلك، بعبارة أخرى الحروف انما وضعت لإرائة المرتبطات، وليس بحذائها معنى أصلا فافهم.
قوله: " وهو كما ترى "... الخ.
أقول: إن الخصوصيات الزائدة على المعنى الكلي التي بها يصير الكلي جزئيا إضافيا إنما تفيده الألفاظ المتعلقات، وهي تستعمل فيها لا الحروف، مثلا لا يستفاد من قولنا: " سرت من البصرة إلى الكوفة " إلا الارتباط الذي إذا أردنا إفهامه مستقلا عبرنا عنه بلفظ الابتداء، وأما كون أحد متعلقيه السير، والآخر البصرة، فلا يستفاد إلا من لفظ " سرت " و" البصرة " فتكون كالاسم المقيد الذي يكون هو مستعملا في نفس معناه، والقيد دل عليه بدال آخر.
قوله: " وهو كما ترى "... الخ.
أقول: إن الخصوصيات الزائدة على المعنى الكلي التي بها يصير الكلي جزئيا إضافيا إنما تفيده الألفاظ المتعلقات، وهي تستعمل فيها لا الحروف، مثلا لا يستفاد من قولنا: " سرت من البصرة إلى الكوفة " إلا الارتباط الذي إذا أردنا إفهامه مستقلا عبرنا عنه بلفظ الابتداء، وأما كون أحد متعلقيه السير، والآخر البصرة، فلا يستفاد إلا من لفظ " سرت " و" البصرة " فتكون كالاسم المقيد الذي يكون هو مستعملا في نفس معناه، والقيد دل عليه بدال آخر.