هذا، لكنه لا يخفى أن الداعي لو كان هو محبوبيته كذلك - اي بماله من الفائدة المترتبة عليه - كان الواجب في الحقيقة واجبا غيريا، فإنه لو لم يكن وجود هذه الفائدة لازما، لما دعي إلى ايجاب ذي الفائدة.
____________________
قوله: منها تقسيمه إلى النفسي والغيري.
اعلم أن الواجب باعتبار آخر ينقسم إلى نفسي وغيري، والنفسي عبارة عما تتعلق به الإرادة ثبوتا ويكون بنفسه وبما هو هو متعلقا للطلب والبعث واقعا، بخلاف الغيري فإنه عبارة عما لا تتعلق الإرادة به ثبوتا ولا يتعلق به الطلب واقعا بل انما تتعلق به الإرادة والبعث بما هو طريق إلى الغير، وبما هو يتوصل به إلى واجب آخر، بحيث لولا ذلك الغير لما تعلق به البعث أصلا، وبعبارة أخرى النفسي عبارة عما يتعلق به الايجاب ثبوتا وواقعا بملاك كائن في نفس ذاته وحقيقة وجوده، بخلاف الغيري فإنه يتعلق به الايجاب لا بما هو كذلك بل بملاك في غيره بحيث لولاه لما توجه إليه أصلا، ولا يخفى ان ذلك التقسيم انما يكون باعتبار مقام الواقع والثبوت لا الظاهر، فإنه قابل لذلك وإن لم يكن في البين لفظ ودلالة أصلا.
وقد أورد على ما ذكرناه في تفسير الواجب الغيري " من انه عبارة عما يكون الداعي إلى ايجابه هو التوصل به إلى الغير، وأنه يكون متعلقا للإيجاب باعتبار الفائدة المترتبة عليه " بان مثل هذا التفسير للواجب الغيري يوجب
اعلم أن الواجب باعتبار آخر ينقسم إلى نفسي وغيري، والنفسي عبارة عما تتعلق به الإرادة ثبوتا ويكون بنفسه وبما هو هو متعلقا للطلب والبعث واقعا، بخلاف الغيري فإنه عبارة عما لا تتعلق الإرادة به ثبوتا ولا يتعلق به الطلب واقعا بل انما تتعلق به الإرادة والبعث بما هو طريق إلى الغير، وبما هو يتوصل به إلى واجب آخر، بحيث لولا ذلك الغير لما تعلق به البعث أصلا، وبعبارة أخرى النفسي عبارة عما يتعلق به الايجاب ثبوتا وواقعا بملاك كائن في نفس ذاته وحقيقة وجوده، بخلاف الغيري فإنه يتعلق به الايجاب لا بما هو كذلك بل بملاك في غيره بحيث لولاه لما توجه إليه أصلا، ولا يخفى ان ذلك التقسيم انما يكون باعتبار مقام الواقع والثبوت لا الظاهر، فإنه قابل لذلك وإن لم يكن في البين لفظ ودلالة أصلا.
وقد أورد على ما ذكرناه في تفسير الواجب الغيري " من انه عبارة عما يكون الداعي إلى ايجابه هو التوصل به إلى الغير، وأنه يكون متعلقا للإيجاب باعتبار الفائدة المترتبة عليه " بان مثل هذا التفسير للواجب الغيري يوجب