قلت: يمكن أن يقال: إنه يكفي تعدد الدال والمدلول اعتبارا، وإن اتحدا ذاتا، فمن حيث أنه لفظ صادر من لافظه كان دالا، ومن حيث أن نفسه، وشخصه مراده كان مدلولا، مع أن حديث تركب القضية من جزءين - لولا اعتبار الدلالة في البين -
____________________
الحقيقي، وإما الحسن فهو مفقود هنا إلا بمعنى عدم القبح، بخلاف المجاز، فإن فيه مضافا إلى عدم القبح ملاحة لها مراتب متفاوته جدا.
قوله: " يكفي تعدد الدال والمدلول اعتبارا وان اتحدا ذاتا ".
الدلالة كون الشئ بحيث يحصل من العلم به العلم بشئ آخر وهذا الشئ هو المدلول، فاتحاد الدليل والمدلول مستلزم لاتحاد العلة والمعلول بالنسبة إلى العلم، وامتناعه أولي، ولا يكفي في تصحيحه تغاير الاعتباري، إلا أن تكون لشئ واحد حيثيتان يوجب العلم بأحدهما العلم بالأخرى، كالتعجب والضحك في الانسان، فهو بما هو ضاحك دليل، وبما هو متعجب مدلول، ومعلوم أن التغاير حقيقي لا اعتباري، وما نحن فيه ليس من هذا القبيل، إذ لو كان هناك دلالة، فالدليل هو اللفظ وهو المدلول أيضا، وليس هو بما هو لفظ دليلا عليه بما هو مراد.
قوله: " مع أن حديث تركب القضية من جزئين لولا اعتبار الدلالة في البين انما يلزم إذا لم يكن الموضوع نفس شخصه ".
إعلم أن هذا هو التحقيق في هذا الباب في جميع الأقسام، وتوضيحه أن
قوله: " يكفي تعدد الدال والمدلول اعتبارا وان اتحدا ذاتا ".
الدلالة كون الشئ بحيث يحصل من العلم به العلم بشئ آخر وهذا الشئ هو المدلول، فاتحاد الدليل والمدلول مستلزم لاتحاد العلة والمعلول بالنسبة إلى العلم، وامتناعه أولي، ولا يكفي في تصحيحه تغاير الاعتباري، إلا أن تكون لشئ واحد حيثيتان يوجب العلم بأحدهما العلم بالأخرى، كالتعجب والضحك في الانسان، فهو بما هو ضاحك دليل، وبما هو متعجب مدلول، ومعلوم أن التغاير حقيقي لا اعتباري، وما نحن فيه ليس من هذا القبيل، إذ لو كان هناك دلالة، فالدليل هو اللفظ وهو المدلول أيضا، وليس هو بما هو لفظ دليلا عليه بما هو مراد.
قوله: " مع أن حديث تركب القضية من جزئين لولا اعتبار الدلالة في البين انما يلزم إذا لم يكن الموضوع نفس شخصه ".
إعلم أن هذا هو التحقيق في هذا الباب في جميع الأقسام، وتوضيحه أن