حاشية على كفاية الأصول - تقرير بحث البروجردي ، للحجتي - ج ١ - الصفحة ٢٢
لكونه جزئيا ذهنيا، حيث أنه لا يكاد يكون المعنى حرفيا، إلا إذا لوحظ حالة لمعنى آخر، ومن خصوصياته القائمة به، ويكون حاله كحال العرض، فكما لا يكون في الخارج إلا في الموضوع، كذلك هو لا يكون في الذهن إلا في مفهوم آخر، ولذا قيل في تعريفه: بأنه ما دل على معنى في غيره، فالمعنى، وإن كان لا محالة يصير جزئيا بهذا اللحاظ، بحيث يباينه إذا لوحظ ثانيا، كما لو حظ أولا، ولو كان اللاحظ واحدا، إلا أن هذا اللحاظ لا يكاد يكون مأخوذا في المستعمل فيه، وإلا فلا بد من لحاظ آخر، متعلق بما هو ملحوظ بهذا اللحاظ، بداهة أن تصور المستعمل فيه مما لا بد منه في استعمال الألفاظ،
____________________
لما هو حقيقة لمعنى الحروف.
وذلك لان معنى الحروف حقيقة، وفي عالم اللب والواقع كلي يصدق على كثيرين، وأن الخصوصيات والمشخصات الوجودية إنما تكون من قبل المتعلقات، وتكون خارجة عما هو الموضوع له والمستعمل فيه.
والدليل على كلية المعنى الحرفي هو صحة انتزاع تلك المفاهيم الكلية، فإنه مع عدم كلية المعنى لا يصح انتزاع مفهوم كلي، وعلى ذلك لا فرق بين الاسم والحرف بحسب المعنى، وإنما الفرق هو أن الحرف وضع ليستعمل ويراد منه معناه حالة لغيره، وبما هو في الغير، ووضع الاسم ليستعمل ويراد منه معناه بما هو هو، وأما لحاظ الآلية، مثل لحاظ الاستقلالية، خارج عن المستعمل فيه، فإن المستعمل فيه هو نفس الملحوظ الذي يحمل عليه بالحمل الشايع ملحوظ، والواقع لا يتغير عما هو عليه باللحاظ، فلا حظ وتأمل.
ويمكن ان يقال: إن الموضوع له والمستعمل فيه في الحروف خاص، وذلك لان الموضوع له وكذا المستعمل فيه في كل لفظ ليس إلا معناه، والمعنى الحرفي كما حققناه آنفا عبارة عن الربط الخاص بين الأشياء الموجودة في الخارج أو
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست