قلت: العقاب إنما بتبعة الكفر والعصيان التابعين للاختيار الناشئ عن مقدماته، الناشئة عن شقاوتهما الذاتية اللازمة لخصوص ذاتهما، فإن (السعيد سعيد في بطن أمه، والشقي شقي في بطن أمه والناس معادن كمعادن
____________________
قوله: ان الكفر والعصيان..... الخ.
تقرير الاشكال هو انه وان كان الفعل باعتبار توسيط إرادة المكلف يصير اختياريا، لكنه بالمآل يكون غير اختياري، وذلك لسبق إرادة الله الأزلية التي تكون علة لجميع الممكنات التي من جملتها إرادة المكلف، وكذا مقدماتها حتى الطلب الانشائي منه تعالى.
قوله قدس سره: قلت: العقاب انما يتبعه الكفر والعصيان..... الخ.
هذا إشارة إلى الجواب عن الاشكال المذكور آنفا، وبيان الجواب هو انه يكفي في صحة المؤاخذة واستحقاق العقوبة كون العصيان اختياريا، وان كان ذلك مسببا عن الشقاوة الذاتية اللازمة للذات، فان السعيد سعيد في بطن أمه والذاتي لا يقع موردا للسؤال بلم، هذا ما أجاب به قدس سره، ولكن التحقيق في الجواب هو ما ذكرناه آنفا من أن وقوع الفعل موردا للإرادة الأزلية لا يخرجه عن الاختيار الذي هو المدار في احكام العقلية والشرعية في صحة المؤاخذة وتوجه التكليف وغيرهما.
واما ما ذكره قدس سره من أن السعادة والشقاوة ذاتيان للانسان ففي غير محله، وذلك لان في خلقة الانسان وطينته جهتين وحيثيتين كما تدل عليه
تقرير الاشكال هو انه وان كان الفعل باعتبار توسيط إرادة المكلف يصير اختياريا، لكنه بالمآل يكون غير اختياري، وذلك لسبق إرادة الله الأزلية التي تكون علة لجميع الممكنات التي من جملتها إرادة المكلف، وكذا مقدماتها حتى الطلب الانشائي منه تعالى.
قوله قدس سره: قلت: العقاب انما يتبعه الكفر والعصيان..... الخ.
هذا إشارة إلى الجواب عن الاشكال المذكور آنفا، وبيان الجواب هو انه يكفي في صحة المؤاخذة واستحقاق العقوبة كون العصيان اختياريا، وان كان ذلك مسببا عن الشقاوة الذاتية اللازمة للذات، فان السعيد سعيد في بطن أمه والذاتي لا يقع موردا للسؤال بلم، هذا ما أجاب به قدس سره، ولكن التحقيق في الجواب هو ما ذكرناه آنفا من أن وقوع الفعل موردا للإرادة الأزلية لا يخرجه عن الاختيار الذي هو المدار في احكام العقلية والشرعية في صحة المؤاخذة وتوجه التكليف وغيرهما.
واما ما ذكره قدس سره من أن السعادة والشقاوة ذاتيان للانسان ففي غير محله، وذلك لان في خلقة الانسان وطينته جهتين وحيثيتين كما تدل عليه