لا يقال: كيف يكون ذلك وقد تقدم أن التقييد لا يوجب التجوز في المطلق أصلا.
فإنه يقال: مضافا إلى أنه إنما قيل لعدم استلزامه له، لا عدم إمكانه، فإن استعمال المطلق في المقيد بمكان من الامكان، إن كثرة إرادة المقيد لدى إطلاق المطلق ولو بدال آخر ربما تبلغ بمثابة توجب له مزية أنس، كما في المجاز المشهور، أو تعينا واختصاصا به، كما في المنقول بالغلبة، فافهم.
تنبيه: وهو أنه يمكن أن يكون للمطلق جهات عديدة، كان واردا في مقام البيان من جهة منها، وفي مقام الاهمال أو الاجمال من أخرى، فلا بد في حمله على الاطلاق بالنسبة إلى جهة من كونه بصدد البيان من تلك الجهة، ولا يكفي كونه بصدده من جهة أخرى، إلا إذا كان بينهما ملازمة عقلا أو شرعا أو عادة، كما لا يخفى.
____________________
فرد وظهوره فيه فلا ريب في انثلام الاطلاق به، وذلك لا يكون الا بواسطة قرينة عقلية مغروسة في ذهن المخاطب، أو عادية، كما إذا عرف عادة المولى بأكل لحم الغنم مثلا، ثم امر المولى عبده العارف بعادته باشتراء اللحم بقوله: " اشتر اللحم " فإنها توجب ظهوره في لحم الغنم، بحيث يصح اتكال المتكلم في البيان عليها، أو غير العقلية والعادية من سائر القرائن توجب ذلك مثل كثرة استعمال المطلق في لسان المتكلم في فرد تجوزا بحيث يصير اللفظ المطلق مرآتا له بنحو