____________________
فهو ان عدم صحة خطاب المعدوم بل الغائب حقيقة، وعدم قابليتهم للخطاب، بحيث يتوجه الكلام إليهم ويكونون متوجهين إليه مما لا شبهة فيه لاحد، فان تحقق المخاطبة حقيقة انما يكون بملاك ليس بموجود بالإضافة إليهم، لان ملاك المخاطبة حقيقة كون المخاطب (بالفتح) بحيث إذا القي إليه الكلام يلتفت إليه ويسمعه، وهذا المعنى بالنسبة إلى المعدوم بل الغائب مفقود بلا اشكال، وعلى هذا فالألفاظ الموضوعة للخطاب كأداة النداء مثلا ان كانت موضوعة بأزاء حقيقة المخاطبة فاستعمالها في هذا المعنى الحقيقي يوجب تخصيص ما يقع في تلوها من العموم بالحاضرين، وهذا المعنى قرينة عقلية على إرادة الخاص من العموم.
واما إذا كانت موضوعة للخطاب الايقاعي الانشائي مثل أدوات النداء كما هو كذلك ظاهرا، ولا يبعد دعواه واقعا، فاستعمالها فيه يكون استعمالا حقيقيا بلا تجوز، ولا يوجب التخصيص بمن يصح مخاطبته من الحاضرين، بل يعمها والغائبين بل المعدومين، والخطاب بهذا المعنى المذكور كاف لانبعاث الغائب والمعدوم إذا وصل إليهما بعد إرادة المتكلم بعثهما في ظرف الوجود.
والشاهد على ما ذكرنا من أن ألفاظ الخطاب موضوعة للخطاب الانشائي، هو ان المتكلم ربما يوقع الخطاب بداعي التحسر والتعسف والحزن، مثل " يا كوكبا ما كان اقصر عمره " كما يوقعه مخاطبا لمن يصح مخاطبته حقيقة بلا تفاوت في الموردين، بلا عناية وملاحظة قرينة في الأول كما لا يخفى، هذا محصل ما افاده المصنف قدس سره.
واما إذا كانت موضوعة للخطاب الايقاعي الانشائي مثل أدوات النداء كما هو كذلك ظاهرا، ولا يبعد دعواه واقعا، فاستعمالها فيه يكون استعمالا حقيقيا بلا تجوز، ولا يوجب التخصيص بمن يصح مخاطبته من الحاضرين، بل يعمها والغائبين بل المعدومين، والخطاب بهذا المعنى المذكور كاف لانبعاث الغائب والمعدوم إذا وصل إليهما بعد إرادة المتكلم بعثهما في ظرف الوجود.
والشاهد على ما ذكرنا من أن ألفاظ الخطاب موضوعة للخطاب الانشائي، هو ان المتكلم ربما يوقع الخطاب بداعي التحسر والتعسف والحزن، مثل " يا كوكبا ما كان اقصر عمره " كما يوقعه مخاطبا لمن يصح مخاطبته حقيقة بلا تفاوت في الموردين، بلا عناية وملاحظة قرينة في الأول كما لا يخفى، هذا محصل ما افاده المصنف قدس سره.