وفي مراجعة الوجدان للانسان غنى وكفاية عن إقامة البرهان على ذلك، حيث يرى إذا راجعه أنه لا غرض له في مطلوباته إلا نفس الطبائع، ولا نظر له إلا إليها من دون نظر إلى خصوصياتها الخارجية، وعوارضها العينية، وإن نفس وجودها السعي بما هو وجودها تمام المطلوب، وإن كان ذاك الوجود
____________________
هو المراد بالفرد، فيقال ان الطبيعة عبارة عما يحمل عليه مفهوم الكلي، ويحمل هو على افرادها باعتبار اتحادها معها وجودا خارجا كالانسان مثلا، فإنه طبيعة كلية يحمل عليه مفهوم الكلي، فيقال: الانسان كلي، كما يحمل هو على افراده فيقال: زيد انسان، مثلا، وبعبارة أخرى المراد بالطبيعة هو ما يكون ساريا في افرادها وجامعا لشتاتها، كما أن المراد بالفرد هو وجود الطبيعة الخارجية مع زوائد اخر من الحيثيات والمشخصات الخارجية، إذا عرفت ذلك فنقول: انه وقع الخلاف في متعلق الاحكام هل هو نفس الطبيعة أو الافراد، ولكن يمكن ارجاع القولين إلى قول واحد وهو القول بان المتعلق هو وجود الطبيعة لا نفسها بما هي هي، ولا الفرد بما عليه من الخصوصيات والمشخصات، وذلك لامكان كون مراد القائلين بالطبيعة هو وجودها، كما يمكن أن يكون مراد القائلين بتعلقها بالافراد هو تعلقها بما انها وجودات للطبيعة، لا بما عليه من الخصوصيات الخارجية بحيث كانت من اجزاء المطلوب وداخلة فيه.