____________________
الفارق هو الوجدان والفقدان، لكن لا بحيث يكون عنوان الفقدان داخلا في مفهوم الأقل ومن اجزائه، وان كان يحمل على الأقل بالحمل الشايع انه فاقد، وعلى هذا كلما وجد الأقل في الخارج ولو في ضمن الأكثر فلا محالة يحصل الواجب ويسقط به الغرض، وحينئذ كيف يمكن التخيير بينه وبين الأكثر الذي لا زال وجوده متأخرا عن الأقل، ولم يبق مجال لوقوعه واجبا وكونه محصلا للغرض ومسقطا للامر، لسبق ما هو واجب ومحصل له عليه وجودا، وهل يكون التخيير في مثله الا التخيير بين الواجب وما ليس بواجب؟ فإذا ورد امر متعلق بهما تخييرا يستكشف منه الترخيص في الزائد، وانه ليس بمانع ولا قادح، هذا بالنسبة إلى التخيير الشرعي وفرض غرضين مترتبين عليهما، وكذلك الامر في التخيير العقلي أيضا وانه لم يكن في البين الا غرض واحد يترتب على الجامع بينهما، وذلك لأنه لا يمكن تجويز التخيير بين ما يقع من الأقل لا محالة ولو في ضمن الأكثر فردا للواجب الذي يحصل الغرض بحصوله في ضمن فرده، وبين ما لا يقع فردا للواجب من الأكثر، وهل يكون ذاك الا التخيير بين الفرد وغيره؟