____________________
وليس مناطه إختلاف العلائق، ألا ترى أن التعبير عن الخياطة بلفظ الطبخ حسن في قوله: " اطبخوا لي جبة وقميصا " ولا يحسن في قولك ابتداء للخياط:
اطبخ لي هذا الثوب، والتعبير عن " رستم " بالأسد مع المشابهة الظاهرة لا يحسن الا عند بيان الحروب والمدايح، وليس مستحسنا عند بيان أحواله الاخر، مثل مجيئة من سجستان إلى أصفهان، وغيره من أحواله العادية، وكذا التعبير عن الجبان لا يحسن في غير مقام الذم بالأسد، ولو بنى أحد أن يعبر عن الشجاع عند حكايات أحواله المختلفة بالأسد ساعة واحدة، لصار مضحكة للحاضرين، وليس هكذا استعمال اللفظ في الموضوع له، فإنه ليس فيه سوى إرائة نفسه، ولذا يكون في كل المقامات بمرتبة واحدة من الحسن أي عدم القبح، نعم يكون للكلام المركب من الحقايق إختلاف في الحسن والقبح من جهات أخرى لا في استعمال مفرداته في معانيه، والظاهر أن هذا مراد القوم من جعل الاطراد وعدمه علامتين للحقيقة والمجاز، ولا ارتباط له بالعلاقة.
قوله: والا فبملاحظة خصوص ما يصح معه الاستعمال فالمجاز مطرد كالحقيقة.. الخ هذا واضح الورود على ما ذكره القوم في باب المجاز من أن المجاز يستعمل في غير الموضوع له ابتداء وبلا واسطة، وأن مصحح الاستعمال ومحسنه وجود العلاقة والمناسبة بينه وبين الموضوع له، فعلى هذا إذا كان بين الموضوع له وبين معنى مناسبة مصححة للاستعمال في مورد فلازمه صحة استعماله فيه في جميع الموارد لوجود العلة المصححة والمحسنة، وأنت لما عرفت مما تلونا عليك في الحاشية السابقة أن المجاز غير مطرد بالوجدان والتأمل في المحاورات في جميع
اطبخ لي هذا الثوب، والتعبير عن " رستم " بالأسد مع المشابهة الظاهرة لا يحسن الا عند بيان الحروب والمدايح، وليس مستحسنا عند بيان أحواله الاخر، مثل مجيئة من سجستان إلى أصفهان، وغيره من أحواله العادية، وكذا التعبير عن الجبان لا يحسن في غير مقام الذم بالأسد، ولو بنى أحد أن يعبر عن الشجاع عند حكايات أحواله المختلفة بالأسد ساعة واحدة، لصار مضحكة للحاضرين، وليس هكذا استعمال اللفظ في الموضوع له، فإنه ليس فيه سوى إرائة نفسه، ولذا يكون في كل المقامات بمرتبة واحدة من الحسن أي عدم القبح، نعم يكون للكلام المركب من الحقايق إختلاف في الحسن والقبح من جهات أخرى لا في استعمال مفرداته في معانيه، والظاهر أن هذا مراد القوم من جعل الاطراد وعدمه علامتين للحقيقة والمجاز، ولا ارتباط له بالعلاقة.
قوله: والا فبملاحظة خصوص ما يصح معه الاستعمال فالمجاز مطرد كالحقيقة.. الخ هذا واضح الورود على ما ذكره القوم في باب المجاز من أن المجاز يستعمل في غير الموضوع له ابتداء وبلا واسطة، وأن مصحح الاستعمال ومحسنه وجود العلاقة والمناسبة بينه وبين الموضوع له، فعلى هذا إذا كان بين الموضوع له وبين معنى مناسبة مصححة للاستعمال في مورد فلازمه صحة استعماله فيه في جميع الموارد لوجود العلة المصححة والمحسنة، وأنت لما عرفت مما تلونا عليك في الحاشية السابقة أن المجاز غير مطرد بالوجدان والتأمل في المحاورات في جميع