كما أن صحة سلبه كذلك علامة أنه ليس منها، وإن لم نقل بأن إطلاقه عليه من باب المجاز في الكلمة، بل من باب الحقيقة، وإن التصرف فيه في أمر عقلي، كما صار إليه السكاكي (1)، واستعلام حال اللفظ، وأنه حقيقة أو
____________________
المعنى الحقيقي أو جميع معاني الحقيقة، أو بعضها بنفس هذا العنوان اتحد العلامة وذو العلامة، إذ مرجعه أن صحة قولنا: إن هذا ليس معنى حقيقيا علامة أنه ليس معنى حقيقيا، ونقيضه علامة نقيضه، وإن كان المسلوب ما هو معنى حقيقي بالحمل الشايع، لا بعنوان أنه معنى حقيقي، فمعلوم أن صحة سلب المعاني بهذا المعنى وعدمها ليست علامة، إذ كل معنى فرض لا يصح سلبه عن نفسه ويصح سلب غيره عنه، وشئ منهما لا يستلزم كونه موضوعا له للفظ، أو كونه غير موضوع له فتدبر، ولقد أجاد قدس سره حيث جعل المسلوب هو اللفظ المشكوك كونه حقيقيا أو مجازيا.
لا يقال: سلب اللفظ عن المعنى صحيح وان كان موضوعا له، إذ لا اتحاد بينهما، إذ اللفظ كيفية الصوت المعتمد على المخارج، ومعلوم أنه غير المعنى.
إذ يجاب أن اللفظ وإن كان مغايرا للمعنى، لكن الوضع يجعله فانيا في المعنى ومندكا اندكاك المرآة في الصورة المرئية فيها، وبهذا الاعتبار يصح حمله على المعنى ولا يصح سلبه عنه، تقول للشخص المسمى بزيد: هذا زيد، وندفع
لا يقال: سلب اللفظ عن المعنى صحيح وان كان موضوعا له، إذ لا اتحاد بينهما، إذ اللفظ كيفية الصوت المعتمد على المخارج، ومعلوم أنه غير المعنى.
إذ يجاب أن اللفظ وإن كان مغايرا للمعنى، لكن الوضع يجعله فانيا في المعنى ومندكا اندكاك المرآة في الصورة المرئية فيها، وبهذا الاعتبار يصح حمله على المعنى ولا يصح سلبه عنه، تقول للشخص المسمى بزيد: هذا زيد، وندفع