والتحقيق في الجواب أن يقال: إنه لا يلزم من التخصيص كون العام مجازا، أما في التخصيص بالمتصل، فلما عرفت من أنه لا تخصيص أصلا، وإن أدوات العموم قد استعملت فيه، وإن كان دائرته سعة وضيقا تختلف باختلاف ذوي الأدوات، فلفظة (كل) في مثل (كل رجل) و (كل رجل عالم) قد استعملت في العموم، وإن كان أفراد أحدهما بالإضافة إلى الآخر بل في نفسها في غاية القلة.
واما في المنفصل، فلان إرادة الخصوص واقعا لا تستلزم استعماله فيه وكون الخاص قرينة عليه، بل من الممكن قطعا استعماله معه في العموم قاعدة، وكون الخاص مانعا عن حجية ظهوره تحكيما للنص، أو الأظهر على الظاهر، لا مصادما لأصل ظهوره، ومعه لا مجال للمصير إلى أنه قد استعمل
____________________
اما في المخصص مثل أكرم كل رجل عالم، فواضح ضرورة عدم كونه تخصيصا أصلا، فان لفظ الكل الذي يكون من أدوات العموم انما استعمل في العموم في مثل كل رجل عالم، وان كان دائرته أضيق من دائرة مثل أكرم كل رجل، فان عمومية لفظ كل انما تكون بحسب ما يراد من مدخوله، ولذا لا ينافي تقييد المدخول بقيود كثيرة عمومية العام.
واما في المنفصل مثل ما إذا ورد في دليل أكرم كل رجل عالم مثلا، ثم ورد دليل آخر على اخراج بعض افراده، مثل لا تكرم زيدا مثلا، والحال انه منهم، فالامر كذلك، اي يكون العام حجة في الباقي من دون مجاز أصلا، فان لفظ العام انما استعمل في معناه الشمولي، غاية الامر انه قامت حجة أقوى من
واما في المنفصل مثل ما إذا ورد في دليل أكرم كل رجل عالم مثلا، ثم ورد دليل آخر على اخراج بعض افراده، مثل لا تكرم زيدا مثلا، والحال انه منهم، فالامر كذلك، اي يكون العام حجة في الباقي من دون مجاز أصلا، فان لفظ العام انما استعمل في معناه الشمولي، غاية الامر انه قامت حجة أقوى من