لكنك غفلت عن أن اتحاد الإرادة مع العلم بالصلاح، إنما يكون خارجا لا مفهوما، وقد عرفت أن المنشأ ليس إلا المفهوم، لا الطلب الخارجي، ولا غرو أصلا في اتحاد الإرادة والعلم عينا وخارجا، بل لا محيص عنه في جميع صفاته تعالى، لرجوع الصفات إلى ذاته المقدسة، قال أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه (2): (وكمال توحيده الاخلاص له، وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه).
____________________
الانسان السعادة باعتبار جهته الروحانية كان من معلومات الباري تعالى، وكذا اختياره الشقاوة باعتبار حيثيته الظلمانية.
قوله: وهم ودفع: لعلك تقول:..... الخ.
اعلم أن هذا الاشكال تولد من لازم كلام العدلية في الرد على الأشاعرة القائلين بالكلام النفسي الذي يعبر عنه بالخبر النفسي في الاخبار وبالطلب النفسي في الانشاء، حيث جعلوه مدلولا للكلام اللفظي، فلازم كلام العدلية بأنه ليس في النفس غير الإرادة ما يكون مدلولا للكلام اللفظي كون الإرادة مدلولة للطلب الانشائي في الانشاءات والعلم في الاخبارات، فأجاب قدس سره عنه بان مدلول الانشائي اللفظي هو الطلب الانشائي والإرادة الانشائية لا الحقيقية منهما حتى يرد الاشكال، هذا ولكن التحقيق هو انه ان كان مرادهم من المدلول المعنى، ومن الدلالة دلالة اللفظ على المعنى بالدلالة الوضعية، فالجواب المذكور متين وواقع في محله، ولكنه ليس كذلك، بل مرادهم من دلالة المعلول على علته لا دلالة اللفظ على معناه، فان الأشاعرة قالوا: علة الطلب الانشائي هو الطلب
قوله: وهم ودفع: لعلك تقول:..... الخ.
اعلم أن هذا الاشكال تولد من لازم كلام العدلية في الرد على الأشاعرة القائلين بالكلام النفسي الذي يعبر عنه بالخبر النفسي في الاخبار وبالطلب النفسي في الانشاء، حيث جعلوه مدلولا للكلام اللفظي، فلازم كلام العدلية بأنه ليس في النفس غير الإرادة ما يكون مدلولا للكلام اللفظي كون الإرادة مدلولة للطلب الانشائي في الانشاءات والعلم في الاخبارات، فأجاب قدس سره عنه بان مدلول الانشائي اللفظي هو الطلب الانشائي والإرادة الانشائية لا الحقيقية منهما حتى يرد الاشكال، هذا ولكن التحقيق هو انه ان كان مرادهم من المدلول المعنى، ومن الدلالة دلالة اللفظ على المعنى بالدلالة الوضعية، فالجواب المذكور متين وواقع في محله، ولكنه ليس كذلك، بل مرادهم من دلالة المعلول على علته لا دلالة اللفظ على معناه، فان الأشاعرة قالوا: علة الطلب الانشائي هو الطلب