وأما بناء على أصالة الماهية، فمتعلق الطلب ليس هو الطبيعة بما هي أيضا، بل بما هي بنفسها في الخارج، فيطلبها كذلك لكي يجعلها بنفسها من الخارجيات والأعيان الثابتات، لا بوجودها كما كان الامر بالعكس على أصالة الوجود.
وكيف كان فيلحظ الآمر ما هو المقصود من الماهية الخارجية أو الوجود، فيطلبه ويبعث نحوه ليصدر منه ويكون ما لم يكن، فافهم وتأمل جيدا.
____________________
ان الطلب يكون من الأمور الإضافية ولا بد له في تحققه من أمور ثلثة يكون بها قوامه، بحيث لولاها لما كان له تحقق أصلا: الطالب، والمطلوب، والمطلوب منه، إذا عرفت ذلك ظهر لك بان الطلب لا يمكن ان يوجد ويتحقق الا بعد وجود ما به قوامه من الطالب، والمطلوب منه والمطلوب، لا كلام في الأولين، واما الثالث أعني المطلوب فالمراد بوجوده اللازم في تحقق الطلب لا يكاد أن يكون هو الوجود الخارجي، لان تعلق الطلب بالوجود الخارجي طلب للحاصل، فلا بد أن يكون المراد به الوجود الذهني، لكن لا بما هو موجود في الذهن، فإنه أيضا غير معقول ان يتعلق به الطلب كما هو واضح، بل هو هو مع قطع النظر عن الذهن، فالشئ الفلاني مع قطع النظر عن وجوده خارجا وذهنا كلي لا يمتنع صدقه على كثيرين، فثبت بذلك كله ان متعلق الطلب لا يمكن أن يكون الا كليا فينتج بان متعلق الامر هو الطبيعة لا الافراد، وذلك بضميمة ما افاده مد ظله أيضا في المقام يتم المطلوب، وهو ان الطلب انما يتعلق بالايجاد، والايجاد يتعلق بالطبيعة