قلت: بل هي داخلة تحت القدرة، لدخول أسبابها تحتها، والقدرة على السبب قدرة على المسبب، وهو واضح، وإلا لما صح وقوع مثل التطهير والتمليك والتزويج والطلاق والعتاق.. إلى غير ذلك من المسببات، موردا لحكم من الأحكام التكليفية.
فالأولى أن يقال: إن الأثر المترتب عليه وإن كان لازما، إلا أن ذا الأثر لما كان معنونا بعنوان حسن يستقل العقل بمدح فاعله، بل وبذم تاركه، صار
____________________
خروج جل الواجبات النفسية بل كلها عن كونها نفسية، وينحصر الواجب النفسي بالمعرفة بالله تعالى، وذلك لأنه ليس فيها واجب الا وتعلق به الايجاب باعتبار ما يترتب عليه من الفائدة، ويكون الداعي إلى ايجابه هو التوصل به إلى فائدة كذائية، مع أن كونها واجبات غيرية باطل بالضرورة.
وقد أجيب عن الاشكال بان تلك الفوائد المترتبة عليها لما كانت خارجة عن الاختيار والقدرة لا يكاد يصح تعلق الايجاب بها، فليست الفوائد المذكورة بواجبات حتى تكون الواجبات مقدمات لها، فيكون تعلق الايجاب بها باعتبار أنفسها لا باعتبار كونها مقدمة لواجبات أخرى، لكن هذا الجواب غير مرضي فإنه يمكن ان يقال: الفوائد المفروضة تدخل تحت قدرة المكلف باعتبار أسبابها المقدورة كما لا يخفى.
فالتحقيق في الجواب هو ان الواجبات الكذائية انما تكون واجبة ومتعلقة للإيجاب باعتبار صيرورتها معنونة بعنوان حسن تكون بذلك العنوان متعلقة للإيجاب وموردا للخطاب، ولا ينافيه كونها مقدمات لما هي مطلوبة واقعا من
وقد أجيب عن الاشكال بان تلك الفوائد المترتبة عليها لما كانت خارجة عن الاختيار والقدرة لا يكاد يصح تعلق الايجاب بها، فليست الفوائد المذكورة بواجبات حتى تكون الواجبات مقدمات لها، فيكون تعلق الايجاب بها باعتبار أنفسها لا باعتبار كونها مقدمة لواجبات أخرى، لكن هذا الجواب غير مرضي فإنه يمكن ان يقال: الفوائد المفروضة تدخل تحت قدرة المكلف باعتبار أسبابها المقدورة كما لا يخفى.
فالتحقيق في الجواب هو ان الواجبات الكذائية انما تكون واجبة ومتعلقة للإيجاب باعتبار صيرورتها معنونة بعنوان حسن تكون بذلك العنوان متعلقة للإيجاب وموردا للخطاب، ولا ينافيه كونها مقدمات لما هي مطلوبة واقعا من