وهذا أيضا لا ينافي أن يكون معنونا بعنوان حسن في نفسه، إلا أنه لا دخل له في إيجابه الغيري، ولعله مراد من فسرهما بما أمر به لنفسه، وما أمر به لاجل غيره، فلا يتوجه عليه بأن جل الواجبات - لولا الكل - يلزم أن يكون من الواجبات الغيرية، فإن المطلوب النفسي قلما يوجد في الأوامر، فإن جلها مطلوبات لاجل الغايات التي هي خارجة عن حقيقتها، فتأمل.
____________________
الآثار والفوائد الكذائية، وهذا بخلاف الواجب الغيري فإنه ممحض لكونه مقدمة للغير وطريقا إليه بحيث لم يكن مع قطع النظر عن كونه كذلك بمطلوب أصلا ولا متعلقا للإيجاب ابدا.
هذا وقد ذهب السيد الأستاذ إلى أنه لا موقع لهذا التقسيم، اي تقسيم الواجب بالنفسي والغيري، وذلك لأنه وان وقع في لسان الدليل موردا للإيجاب ومتعلقا للامر والخطاب، لكنه في مقام اللب والواقع لم يكن متعلقا للإرادة والبعث فان البعث إليه حقيقة بعث إلى الغير لا إلى نفسه بحيث لم يكن منظورا إليه أصلا، وبالجملة ايجاب الواجب الغيري عند العقل يعد لا ايجاب، ووجوبه لا وجوب، فلم يكن في البين وجوب حقيقة ولا ايجاب واقعا متعلق به حتى يكون قسما للواجب وطرفا وقسيما للنفسي، ومن جهة كون البعث إلى المقدمة بعثا إلى ذيها حقيقة عند العقل وقع بعض الاعلام في الاشتباه من جهة التفصيل بين ايقاع المقدمة بقصد التوصل بها إلى ذيها فقال بوقوعها على صفة الوجوب، وعدم وقوعها كذلك فقال بعدم وقوعها على صفة الوجوب كما ذهب إليه صاحب " المعالم " ونسب إلى شيخنا الأنصاري، وكذا من جهة التفريق بين كونها موصلة إلى ذيها ومترتبة عليها فتقع على صفة الوجوب، وعدم كونها كذلك فيكشف عن
هذا وقد ذهب السيد الأستاذ إلى أنه لا موقع لهذا التقسيم، اي تقسيم الواجب بالنفسي والغيري، وذلك لأنه وان وقع في لسان الدليل موردا للإيجاب ومتعلقا للامر والخطاب، لكنه في مقام اللب والواقع لم يكن متعلقا للإرادة والبعث فان البعث إليه حقيقة بعث إلى الغير لا إلى نفسه بحيث لم يكن منظورا إليه أصلا، وبالجملة ايجاب الواجب الغيري عند العقل يعد لا ايجاب، ووجوبه لا وجوب، فلم يكن في البين وجوب حقيقة ولا ايجاب واقعا متعلق به حتى يكون قسما للواجب وطرفا وقسيما للنفسي، ومن جهة كون البعث إلى المقدمة بعثا إلى ذيها حقيقة عند العقل وقع بعض الاعلام في الاشتباه من جهة التفصيل بين ايقاع المقدمة بقصد التوصل بها إلى ذيها فقال بوقوعها على صفة الوجوب، وعدم وقوعها كذلك فقال بعدم وقوعها على صفة الوجوب كما ذهب إليه صاحب " المعالم " ونسب إلى شيخنا الأنصاري، وكذا من جهة التفريق بين كونها موصلة إلى ذيها ومترتبة عليها فتقع على صفة الوجوب، وعدم كونها كذلك فيكشف عن