____________________
أن يكون الفرد المأتي به في مقام الامتثال صالحا للتقرب، بحيث يكون الاتيان به عبادة وإطاعة، والآتي به مطيعا، وإذا عرفت ذلك ظهر لك ان الصلاة في الدار المغصوبة فاسدة جدا، حتى على القول بجواز الاجتماع، أو الامتناع مع ترجيح جانب الامر كما لا يخفى، ضرورة ان الصلاة في الدار المغصوبة لا تصلح للتقرب أصلا، لابتلائها بحزازة الغصب والتصرف في مال الغير بعنوان اهله، والقول بفسادها من هذه الجهة لا ينافي القول بجواز الاجتماع، وان الصلاة تكون مأمورا بها حتى في مورد التصادق والاجتماع، ضرورة ان الامر انما يكون متعلقا بالطبيعة والماهية بما هي هي، والطبيعة بما هي هي لا تكون مبتلاة بحزازة أصلا، بخلاف مقام الامتثال والإطاعة، فإنه انما يكون بالوجود، ووجود الصلاة في الدار المغصوبة يكون مبتلا بحزازة الغصب، وبعبارة أخرى كون الصلاة المأتي بها في الدار المغصوبة منطبقة مع عنوان المأمور به لا ينافي فسادها من جهة ابتلائها في مقام الامتثال بحزازة الغصب، وعدم ابتلائها بحزازة في مقام الامتثال شرط في صحتها كما لا يخفى.