بضياء الهواء من البصر وفيه أدنى قوة فيدركه البصر عند قرب الصباح. وعلى هذا كلما ازدادت الشمس قربا من الأفق ازداد مخروط الضوء فيزداد الضوء من نهايات الظل إلى أن تطلع الشمس، وأول ما يظهر الضوء عند قرب الصباح يظهر مستدقا مستطيلا كالعمود ويسمى الصبح الكاذب، والأول يشبه ذنب السرحان لدقته واستطالته ويسمى الأول لسبقه على الثاني، والكاذب لكون الأفق مظلما، أي لو كان يصدق أنه نور الشمس لكان المنير ما يلي الشمس دون ما يبعد منه، ويكون ضعيفا دقيقا، ويبق وجه الأرض على ظلامة بظل الأرض، ثم يزداد هذا الضوء إلى أن يأخذ طولا وعرضا فينبسط في عرض الأفق كنصف دائرة وهو الفجر الثاني الصادق، لأنه صدقك عن الصبح وبينه لك، والصبح ما جمع بياضا وحمرة، ومنه سمي الرجل الذي في لونه بياض وحمرة أصبح. ثم يزداد الضوء إلى أن يحمر الأفق، ثم تطلع الشمس. وبالفجر الثاني يتعلق الحكم من وجوب الصلاة وأحكام الصوم الآتية، لا الفجر الأول وعليه إجماع أهل العلم (1).
وروى الشيخ في الصحيح، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي ركعتي الصبح (وهي الفجر) (2) إذا اعترض الفجر وأضاء حسنا) (3).
وعن حصين بن أبي الحصين (4)، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: (الفجر هو