للإجابة والعبادة، وقد روي أن أمير المؤمنين عليه السلام كره الصلاة في أرض بابل، فلما عبر الفرات إلى الجانب الغربي، وفاته لأجل ذلك أول الوقت، ردت له الشمس إلى موضعها في أول الوقت، وصلى بأصحابه العصر (1). ولا نعتقد أن الشمس غابت بالكلية، لأنه يحرم ترك الصلاة لأجل كراهية المحل.
الثالث: لو ضاق الوقت وهو في تلك الأرض صلى فيها، لأنه محل ضرورة.
ويؤيده: ما رواه ابن بابويه، عن علي بن مهزيار، قال: سألت أبا الحسن الثالث عليه السلام عن الرجل يصير بالبيداء فتدركه صلاة فريضة فلا يخرج من البيداء حتى يخرج وقتها، كيف يصنع بالصلاة وقد نهي أن يصلى بالبيداء؟ فقال: (يصلي فيها ويتجنب قارعة الطريق) (2).
الرابع: ضجنان جبل بمكة. ذكره صاحب الصحاح (3). والصلاصل جمع صلصال، وهي الأرض التي لها صوت ودوي. والشقرة - بفتح الشين وكسر القاف - واحدة الشقر وهو شقائق النعمان، وكل موضع فيه ذلك يكره فيه الصلاة. وقيل:
وادي الشقرة موضع مخصوص، بطريق مكة. ذكره ابن إدريس (4).
والأقرب: الأول، لما فيه من اشتغال القلب بالنظر إليه. وقيل: هذه مواضع خسف (5)، فتكره الصلاة فيها لذلك.
الخامس: تكره الصلاة في أرض الرمل المنهال، لأنه لا يتمكن من السجود عليه فتتناوله العلة التي أشار إليها الصادق عليه السلام في الأرض السبخة (6). وكذا تكره