ورواه ابن بابويه في الصحيح، إلا أنه قال: قال أبو جعفر عليه السلام: (أتدري لم جعل الذراع والذراعان؟) قلت: لم جعل ذلك؟ قال: (لمكان النافلة، لك أن تتنفل من زوال الشمس إلى أن يمضي ذراع) (1) الحديث.
ومع ذلك فهو معارض بما تقدم من الأخبار، وبما نقل عن أهل البيت عليهم السلام، روى الشيخ في الصحيح، عن معاوية بن عمار أو ابن وهب، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: (لكل صلاة وقتان وأول الوقت أفضله) (2).
وفي الصحيح، عن زرارة، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أصلحك الله، وقت كل صلاة أول الوقت أفضل أو وسطه أو آخره؟ فقال: (أوله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله يحب من الخير ما يعجل) (3).
مسألة: وزوال الشمس ميلها عن وسط السماء وانحرافها عن دائرة نصف النهار، ويعرف بزيادة الظل بعد نقصانه، بأن ينصب مقياس ويقدر ظله، ثم يصبر قليلا، ثم يقدره ثانيا، فإن كان دون الأول لم تزل، وإن زاد ولم ينقص قد زالت.
والضابط في معرفة ذلك الدائرة الهندية، وصفتها أن تسوي موضعا من الأرض، خاليا من ارتفاع وانخفاض، وتدير عليه دائرة بأي بعد شئت، وتنصب على مركزها مقياسا مخروطا محدد الرأس يكون نصف قطر الدائرة بقدر ضعف المقياس على زاوية قائمة، وتعرف ذلك بأن تقدر ما بين رأس المقياس ومحيط الدائرة من ثلاثة مواضع، فإن تساوت الأبعاد فهو عمود، ثم ترصد ظل المقياس قبل الزوال حين يكون خارجا من محيط الدائرة نحو المغرب، فإذا انتهى رأس الظل إلى محيط الدائرة يريد الدخول فيه، تعلم عليه علامة، ثم ترصده بعد الزوال قبل خروج الظل من الدائرة، فإذا أراد الخروج عنه علم