وكذا عائشة، وإذا اختلف نقل الراوي وجب إطراحه خصوصا مع معارضة نقل أهل البيت عليهم السلام وهم أعرف بذلك، مع أن أحاديثهم لا تنافي ما قلناه، إذ ليس فيها نهي عن الزائد، ولعله عليه السلام كان يفعل البعض ظاهرا والباقي في منزله فيخفى عن الراوي، ولأنه مندوب قد يتركه في بعض الأوقات لعذر.
مسألة: وغير التابعة للفرائض صلاة الليل. وفيها فضل كثير وثواب جزيل، روى ابن بابويه قال: نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله، فقال له: (يا جبرئيل عظني، قال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه، شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزه كف الأذى عن الناس) (١).
وعن الصادق عليه السلام قال: (إن من روح الله عز وجل ثلاثة: التهجد بالليل، وإفطار الصائم، ولقاء الإخوان) (٢).
وقال الصادق عليه السلام: (عليكم بصلاة الليل فإنها سنة نبيكم، ودأب الصالحين قبلكم، ومطردة الداء عن أجسادكم) (٣).
ومدح الله أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه بقيام الليل فقال عز وجل: ﴿أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه﴾ (4) وآناء الليل: ساعاته.