لنا: قوله عليه السلام: (جعلت لي الأرض مسجدا) (1). وهو بمفهومه يدل على صورة النزاع. وأما الكراهية، فلأنها لا تنفك من النجاسات، وقد بينا (2) كراهية الصلاة في مثلها.
وتكره الصلاة في قرى النمل، لحديث عبد الله بن الفضل، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام (3). ولأنه قد يتأذى بها، فيشتغل عن العبادة.
وتكره في بطون الأودية لأنها مسيل المياه، وسيأتي كراهية الصلاة فيه.
وتكره في الأرض السبخة. ذهب إليه علماؤنا. لأن الجبهة لا تقع جيدا على الأرض. ويؤيده: ما رواه عبد الله بن الفضل، وقد تقدم.
ولا يعارض ذلك بما رواه الشيخ، عن سماعة في الموثق، قال: سألته عن الصلاة في السباخ؟ فقال: (لا بأس) (4) لأن الرواة ضعفاء، ولم يسندها سماعة إلى إمام، وليس ببعيد (5) من الصواب أن تحمل هذه الرواية على حالة التمكن من وضع الجبهة على الأرض.
ويؤيده: ما رواه الشيخ في الصحيح، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الصلاة في السبخة لم تكره؟ قال: (لأن الجبهة لا تقع مستوية) فقلت: إن كان فيها أرض مستوية؟ فقال: (لا بأس) (6).