عليه علامة، وتصل ما بين العلامتين بخط مستقيم، وتنصف ذلك الخط، وتصل بين مركز الدائرة ومنتصف الخط (بخط) (1)، فهو خط نصف النهار، فإذا ألقى المقياس ظله على هذا الخط الذي قلنا إنه خط نصف النهار، كانت الشمس في وسط السماء لم تزل، فإذا ابتدأ رأس الظل يخرج عنه فقد زالت الشمس، وبذلك يعرف أيضا القبلة.
وقد يزيد الظل وينقص، ويختلف باختلاف الأزمان والبلدان، ففي الشتاء يكثر الفئ عند الزوال وعند الصيف يقل، وقد يعدم بالكلية وذلك بمكة مثلا وقبل أن ينتهي طول النهار بستة وعشرين يوما، وكذا بعد انتهائه بستة وعشرين يوما، وقد روي في أحاديث أهل البيت عليهم السلام هذا الاختلاف، روى عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (تزول الشمس في النصف من حزيران على نصف قدم، وفي النصف من تموز على قدم ونصف، وفي النصف من آب على قدمين ونصف، وفي النصف من أيلول على ثلاثة ونصف، وفي النصف من تشرين الأول على خمسة ونصف، وفي النصف من تشرين الآخر على سبعة ونصف، وفي النصف من كانون الأول على تسعة ونصف، وفي النصف من كانون الآخر على سبعة ونصف، وفي النصف من شباط على خمسة ونصف، في النصف من آذار على ثلاثة ونصف، وفي النصف من نيسان على قدمين ونصف، وفي النصف من أيار على قدم ونصف) (2) والظاهر أن هذه الرواية مختصة بالعراق والشام وما قاربهما.
واعلم أن المقياس قد يقسم مرة بإثني عشر قسما، ومرة بسبعة أقسام أو ستة ونصف، ومرة بستين قسما. فإن قسم بإثني عشر قسما سمى الأقسام أصابع فظله ظل الأصابع، وإن قسم بسبعة أقسام أو ستة ونصف سميت أقداما، وإن قسم بستين قسما سميت أجزاءا.