منتهى المطلب (ط.ج) - العلامة الحلي - ج ٤ - الصفحة ١٥٩
يصلي الظهر بالهاجرة ولم يكن يصلي صلاة أشد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله منها فنزلت: ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى﴾ (١) (٢) رواه أبو داود.
وروى الترمذي وأبو داود، عن عائشة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قرأ (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر) (٣).
ومن طريق الخاصة: ما رواه الشيخ في الصحيح، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) هي صلاة الظهر، وهي أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وآله، وهي وسط النهار، ووسط صلاتين بالنهار صلاة الغداة وصلاة العصر، وفي بعض القراءة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر، وقوموا لله قانتين) (٤).
أقول: والعطف يقتضي المغايرة، وقد ورد في روايتي عائشة، والباقر عليه السلام.
لا يقال: الواو زائدة كما في قوله تعالى: ﴿ولكن رسول الله وخاتم النبيين﴾ (5).
لأنا نقول: الزيادة منافية للأصل، فلا يصار إليها إلا لموجب، والمثال الذي ذكروه يمنع زيادة الواو فيه، بل هي للعطف على بابها. ولأنها أشق الصلوات فعلا لإيقاعها في الهاجرة وقت شدة تنازع الإنسان إلى النوم والراحة، فيكون الأمر بالمحافظة عليها أولى.

(١) البقرة: ٢٣٨.
(٢) سنن أبي داود ١: ١١٢ حديت ٤١١.
(٣) سنن الترمذي: ٢١٧ حديث ٢٩٨٢، سنن أبي داود ١: ١١٢ حديث ٤١٠.
(٤) التهذيب ٢: ٢٤١ حديت ٩٥٤، الوسائل ٣: ٥ الباب ٢ من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها، حديت ١.
(٥) الأحزاب: ٤٠.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست