مناقب ابن شهرآشوب: ومما جاء في صدقة مولانا السجاد (عليه السلام) ما ملخصه:
كان يقوت مائة أهل بيت بالمدينة. وكان يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره حتى يأتي بابا بابا فيقرعه، ثم يناول من كان يخرج إليه، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه، وكثيرا ما كانوا قياما على أبوابهم ينتظرونه فإذا رأوه تباشروا به وقالوا: جاء صاحب الجراب ولم يعرفوه، حتى مات ففقدوا ما كانوا يأتون به بالليل. وكان يتصدق بالسكر واللوز، وإذا ناول الصدقة قبله ثم ناوله. ولما مات علي بن الحسين (عليه السلام) وغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظهره وقالوا: ما هذا؟ فقال: هذا أثر الجراب، وكان إذا انقضى الشتاء تصدق بكسوته وإذا انقضى الصيف تصدق بكسوته ويكره أن يبيع ثوبا صلى فيه بل يتصدق به، فراجع البحار (1).
خبر المعلى في خروج أبي عبد الله (عليه السلام) في الليل يريد ظلة بني ساعدة وعليه جراب خبز، فسقط عنه في الطريق وانتشر فجمعه هو والمعلى وقول معلى: جعلت فداك أحمله؟ فقال: لا، أنا أولى به منك ولكن امضي معي فأتيا ظلة بني ساعدة وهم نيام فيضع تحت ثوب كل واحد منهم الرغيف والرغيفين مع أنهم لا يعرفون الحق، وقال: لو عرفوا لواسيناهم بالدقة - والدقة هي الملح (2).
إرساله صرة إلى هاشمي وقوله للرسول: لا تعلمه أني أعطيتك، فأخذ وقال:
ما يزال يبعث إلينا ما نعيش إلى قابل، ولكن جعفر بن محمد ما يصلني بدرهم مع كثرة ماله (3).
خبر إعطاء الصادق (عليه السلام) سائلا عنقودا فلم يقبل، ثم جاء آخر فأعطاه ثلاثة حبات، فأخذ فحمد الله تعالى فزاده وكلما حمد زاده، في البحار (4).