فقال علي (عليه السلام):
أتأمرني بالصبر في نصر أحمد * فوالله ما قلت الذي قلت جازعا ولكنني أحببت أن تر نصرتي * وتعلم أني لم أزل لك طائعا وسعيي لوجه الله في نصر أحمد * نبي الهدى المحمود طفلا ويافعا (1) قال الشيخ المفيد في كتاب الفصول: لما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الاختفاء من قريش والهرب منهم إلى الشعب لخوفه على نفسه استشار أبا طالب، فأشار به عليه، ثم تقدم أبو طالب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يضطجع على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليوفيه (ليقيه - خ ل) بنفسه فأجابه إلى ذلك، فلما نامت العيون جاء أبو طالب ومعه أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأقام رسول الله (صلى الله عليه وآله): وأضجع أمير المؤمنين (عليه السلام) مكانه، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) يا أبتاه إني مقتول. فقال أبو طالب: إصبرن يا بني، الأشعار إلى قوله: ويافعا، وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد ذلك:
وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر رسول إله الخلق إذ مكروا به * فنجاه ذو الطول الكريم من المكر وبت أراعيهم وهم يثبتونني - إلى أن قال: - وأضمرته حتى أوسد في قبري.
ثم قال الشيخ: وأكثر الأخبار جاءت بمبيت أمير المؤمنين (عليه السلام) على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ليلة مضي رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الغار، وهذا الخبر وجدته في ليلة مضيه إلى الشعب، ويمكن أن يكون قد بات مرتين على فراش الرسول (صلى الله عليه وآله)، وفي مبيته حجج على أهل الخلاف من وجوه شتى - الخ (2).
قال المجلسي: أقول: ألف السيد الفاضل السعيد شمس الدين أبو علي فخار ابن معد الموسوي كتابا في إثبات إيمان أبي طالب، وأورد فيه أخبارا كثيرة من طرق الخاصة والعامة، وهو من أعاظم محدثينا، وداخل في أكثر طرقنا إلى الكتب المعتبرة، وسنورد طريقتنا إليه في المجلد الآخر من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى،