الذليل بين يدي الملك الجليل، كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله عز وجل، وكان يصلي صلاة مودع، يرى أنه لا يصلي بعدها أبدا، ولقد صلى ذات يوم فسقط الرداء عن أحد منكبيه، فلم يسوه حتى فرغ من صلاته، فسأله بعض أصحابه عن ذلك فقال: ويحك! أتدري بين يدي من كنت؟ إن العبد لا تقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه، فقال الرجل: هلكنا. فقال: كلا! إن الله عز وجل متمم ذلك بالنوافل - الخبر (1).
الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي يقول: كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا قام إلى الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه شئ، إلا ما حركت الريح منه (2).
الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا قام إلى الصلاة تغير لونه، فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض عرقا (3).
علل الشرائع: عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني رأيت علي ابن الحسين (عليه السلام) إذا قام في الصلاة غشي لونه لون آخر. فقال لي: والله إن علي بن الحسين (عليه السلام) كان يعرف الذي يقوم بين يديه (4).
مصباح المتهجد: وكان - يعني مولانا السجاد (عليه السلام) - إذا وقف في الصلاة لم يشتغل بغيرها، ولم يسمع شيئا لشغله بالصلاة (5).
الروايات الكثيرة في فضل التخشع في الصلاة، والإقبال عليها، وأنه لا يقبل منها إلا ما أقبل بقلبه إليها، نصفها، أو ثلثها، أو ربعها، وأن يصلي صلاة مودع، وإن من صلى ركعتين يعلم ما يقول فيهما انصرف وليس بينه وبين الله عز وجل ذنب، إلا غفره له (6).