وهذه الآية من الآيات التي لفظها عام والمراد خاص بصريح الروايات الكثيرة بل المتواترة. وهذا يكون في الرجعة، يوم يحشر من كل أمة فوجا. وأولهم أمير المؤمنين (عليه السلام) قال مخاطبا لقبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين جاؤوا به إلى المسجد:
يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، والروايات في ذلك كثيرة قريبة بالتواتر، منها في البحار (1).
باب أنهم صلوات الله عليهم المستضعفون الموعودون بالنصر من الله تعالى (2).
الكافي: عن الصادق (عليه السلام) في حديث أن في تاسوعاء استضعفوا الحسين (عليه السلام) وأصحابه بأبي المستضعف الغريب (3).
ومن المستضعفين رشيد الهجري، كما في رواية شريفة. والمراد أن الأعداء استضعفوه كمولاه حيث خاطب قبر أخيه (صلى الله عليه وآله) (وابن أمه يعني جدته) فقال: إن القوم استضعفوني - الخ.
قال تعالى في سورة النساء: * (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا) *. المراد بالمستضعفين في هذه الآية الأئمة صلوات الله عليهم، كما في روايتي العياشي عن حمران، عن الباقر (عليه السلام)، وعن سماعة، عن الصادق (عليه السلام)، كما في البحار (4).
مناقب ابن شهرآشوب: عن أبان بن عثمان أنه سأل الصادق (عليه السلام) عن هذه الآية فقال: نحن ذلك (5).