وقد ينجع في بعض أهل البلاد من الدواء من مرض يعرض لهم ما يهلك من استعمله لذلك المرض من غير أهل تلك البلاد ويصلح لقوم ذوي عادة ما لا يصلح لمن خالفهم في العادة - الخ.
قال المجلسي: وقد يكون ذكر بعض الأدوية التي لا مناسبة لها بالمرض على سبيل الافتتان والامتحان ليمتاز المؤمن المخلص القوي الإيمان من المنتحل أو ضعيف الإيقان، فإذا استعمله الأول انتفع به لا لخاصيته وطبعه، بل لتوسله بمن صدر عنه ويقينه وخلوص متابعته كالانتفاع بتربة الحسين (عليه السلام) وبالعوذات والأدعية.
ويؤيد ذلك إنا ألفينا جماعة من الشيعة المخلصين كان مدار علمهم ومعالجتهم على الأخبار المروية عنهم صلوات الله عليهم. ولم يكونوا يرجعون إلى طبيب وكانوا أصح أبدانا وأطول أعمارا من الذين يرجعون إلى الأطباء.
ونظير ذلك أن الذين لا يبالون بالساعات النجومية ولا يرجعون إلى أصحابها بل يتوكلون على ربهم ويستعيذون من الساعات المنحوسة ومن الشرور بالآيات والأدعية أحسن أحوالا وأثرى أموالا وأبلغ آمالا من الذين يرجعون في دقيق الأمور وجليلها إلى اختيار الساعات، وبذلك يستعيذون من الشرور والآفات (1).
باب نوادر طبهم وجوامعها (2). تقدم في " حمى " ما يتعلق بذلك.
فقه الرضا (عليه السلام): أروي عن العالم (عليه السلام) أنه قال: الحمية رأس كل دواء، والمعدة بيت الأدواء، وعود بدنا ما تعود.
وقال: رأس الحمية الرفق بالبدن، وروي: إجتنب الدواء ما احتمل بدنك الداء، فإذا لم يحتمل الداء فالدواء (3).
وروي: إذا جعت فكل، وإذا عطشت فاشرب، وإذا هاج بك البول فبل، ولا تجامع إلا من حاجة، وإذا نعست فنم، فإن ذلك مصحة للبدن (4).