رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عن جبرئيل، عن رب العالمين جل جلاله الذي خلق الأجساد والأرواح.
فقال الهندي: صدقت وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله وعبده، وأنك أعلم أهل زمانك (1).
أقول: الطب مثلثة الفاء علاج الجسم والنفس، كما في المنجد والقاموس.
والطبيب هو الحاذق العارف بالأمور كلها، سواء كانت مربوطة بالجسم أو بالنفس، فعلم الطب قسمان: طب الجسم وطب الأرواح، وعلاج أمراض النفوس بالأديان، ويشهد عليه قول النبي (صلى الله عليه وآله): العلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان، كما في البحار (2).
وحكي أن الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق، فقال ذات يوم لعلي بن الحسين بن واقد: ليس في كتابكم من علم الطب شئ، والعلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان. فقال له علي: قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابه وهو قوله: * (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) * وجمع نبينا الطب في قوله: المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء، واعط كل بدن ما عودته. فقال الطبيب: ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طبا (3).
تتمة: قال بعض المحققين: الطبيب، الحاذق في كل شئ، وخص المعالج به عرفا، والطب نوعان: طب جسد وهو المراد هنا، وطب قلب ومعالجته خاصة بما جاء به رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ربه تبارك وتعالى.
وأما طب الجسد، فمنه ما جاء في المنقول عنه (صلى الله عليه وآله)، ومنه ما جاء عن غيره وغالبه راجع إلى التجربة، ثم هو نوعان: نوع لا يحتاج إلى فكر ونظر، بل فطر الله الحيوانات عليه مثل ما يدفع به الجوع والعطش، ونوع يحتاج إلى الفكر والنظر