قومه وما هدى) *، والمنسوب إلى الأصنام مثل قوله في قصة إبراهيم * (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام * رب إنهن أضللن كثيرا من الناس) *، والأصنام لم يضللن أحدا على الحقيقة، إنما ضل الناس بها وكفروا حين عبدوها.
والضلال الذي بمعنى النسيان مثل آية الاستشهاد برجل وامرأتين قال:
* (ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحديهما فتذكر إحديهما الأخرى) *. وأما ما نسبه إلى نبيه مثل قوله: * (ووجدك ضالا فهدى) *، ومعناه وجدناك في قوم لا يعرفونك بنبوتك فهديناهم بك - الخ، فراجع لتمامه البحار (1).
ويظهر من كلام المفيد أن الضلال جاء بمعنى العذاب، كما في قوله تعالى: * (إن المجرمين في ضلال وسعر) * فسمي العذاب ضلالا والنعيم هداية، والأصل في ذلك أن الضلال هو الهلاك والهداية هي النجاة، قال تعالى حكاية عن العرب:
* (أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد) * يعنون إذا هلكنا فيها - الخ (2).
كلمات الطبرسي في معانيه وأن منها الاضلال بمعنى التسمية بالضلال والحكم به كما يقال: أضله إذا نسبه إلى الضلال وأكفره إذا نسبه إلى الكفر، قال الكميت: وطائفة قد أكفروني بحبكم، وقد يكون الإضلال بمعنى الإهلاك والعذاب، ومنه قوله تعالى: * (إن المجرمين في ضلال وسعر) *، ومنه قوله: * (أإذا ضللنا في الأرض) * أي هلكنا، وقوله: * (والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم) * أي لم يبطل (3).
باب الهداية والإضلال (4). ويظهر من جميع الآيات أن إضلاله تعالى للفساق والكفار والمجرمين جزاء لفسقهم وكفرهم وجرمهم وإسرافهم، فراجع الآيات.
الآيات النازلة في الهداية والضلالة في كتاب الغدير (5).