علم بلالا الأذان كما وصفناه.
ومن طريق الخاصة: ما رواه الشيخ في الصحيح، عن صفوان بن مهران الجمال، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام الأذان مثنى مثنى (1). ومثله روى أبو همام، عن أبي الحسن عليه السلام (2).
احتج الشافعي (3) بما رواه أبو محذورة، أن النبي صلى الله عليه وآله لقنه الأذان، فقال له: (تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله تخفض بها صوتك، ثم ترفع صوتك بالشهادة:
أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله) (4)، ثم ذكر الأذان.
والجواب: إن أبا محذورة لا تعويل على روايته، فإن أصحاب الحديث قالوا: إنما خص النبي صلى الله عليه وآله أبا محذورة بذلك ليحصل له الإخلاص بالشهادتين، لأنه لم يكن مقرا بهما حينئذ، لأنه كان مستهزئا يحكي أذان مؤذن النبي صلى الله عليه وآله على سبيل الاستهزاء، فسمع رسول الله صلى الله عليه وآله صوته، فدعاه، فأمره بالأذان. قال أبو محذورة: ولا شئ عندي أبغض من النبي صلى الله عليه وآله ولا مما يأمرني به، فقصد النبي صلى الله عليه وآله نطقه بالشهادتين سرا ليسلم بذلك (5) ومع هذا كيف يجوز ترك الروايات الشهيرة لهذه الرواية الضعيفة.