(من أذن عشر سنين أسكنه الله عز وجل مع إبراهيم في قبته أو في درجته) قلت: زدني رحمك الله، قال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (من أذن سنة واحدة بعثه الله يوم القيامة وقد غفرت ذنوبه كلها بالغا ما بلغت، ولو كانت مثل زنة جبل أحد) قلت: زدني رحمك الله، قال: نعم فاحفظ واعمل واحتسب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (من أذن في سبيل الله صلاة واحدة إيمانا واحتسابا وتقربا إلى الله عز وجل غفر الله له ما سلف من ذنوبه، ومن عليه بالعصمة فيما بقي من عمره، وجمع بينه وبين الشهداء في الجنة) قلت: زدني يرحمك الله بأحسن ما سمعت، قال: ويحك يا غلام قطعت أنياط قلبي، وبكى وبكيت حتى إني والله لرحمته، ثم قال: أكتب بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (إذا كان يوم القيامة وجمع الله عز وجل الناس في صعيد واحد. بعث الله عز وجل إلى المؤذنين بملائكة من نور، معهم ألوية وأعلام من نور يقودون جنائب (1)، أزمتها زبرجد أخضر وخفائفها المسك الأذفر يركبها المؤذنون فيقومون عليها قياما تقودهم الملائكة ينادون بأعلى صوتهم بالأذان) ثم بكى بكاءا شديدا حتى انتحب وبكيت، فلما سكت قلت: مم بكاؤك؟ قال: ويحك ذكرتني أشياء، سمعت حبيبي وصفيي عليه السلام يقول: (والذي بعثني بالحق نبيا إنهم ليمرون على الخلق قياما على النجائب فيقولون: الله أكبر الله أكبر، فإذا قالوا ذلك سمعت لأمتي ضجيجا) فسأله أسامة بن زيد عن ذلك الضجيج ما هو؟ قال: (الضجيج: التسبيح، والتحميد، والتهليل، فإذا قالوا: أشهد أن لا إله إلا الله، قالت أمتي: إياه كنا نعبد في الدنيا، فيقال لهم:
صدقتم، فإذا قالوا: أشهد أن محمدا رسول الله، قالت أمتي: هذا الذي أتانا برسالة ربنا جل جلاله وآمنا به ولم نره، فيقال لهم: صدقتم هذا الذي أدى إليكم الرسالة من ربكم وكنتم به مؤمنين فحقيق على الله أن يجمع بينكم وبين نبيكم فينتهي بهم إلى