الصادق (عليه السلام) كيف جسر بهذا الكلام السوء ففي فلاح السائل: ذكر الكراجكي في كنز الفوائد قال: جاء في الحديث أن أبا جعفر المنصور خرج في يوم جمعة متوكئا على يد مولانا الصادق (عليه السلام)، فقال رجل يقال له رزام مولى خالد بن عبد الله: من هذا الذي بلغ من خطره ما يعتمد أمير المؤمنين على يده؟ فقيل له: هذا أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام). فقال: إني والله ما علمت لوددت أن خد أبي جعفر نعل لجعفر (عليه السلام)، ثم قال: فوقف بين يدي المنصور، فقال له: إسأل يا أمير المؤمنين؟
فقال له المنصور: سل هذا. فقال: إني أريدك بالسؤال. فقال له المنصور: سل هذا، فالتفت رزام إلى الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، فقال له: أخبرني عن الصلاة وحدودها، فقال له الصادق (عليه السلام): للصلاة أربعة آلاف حد - الحديث. ويأتي في " صلى " وفي آخره قال المنصور: يا أبا عبد الله لا نزال من بحرك نغترف وإليك نزدلف، تبصر من العمى وتجلو بنورك الطخياء فنحن نعوم في سبحات قدسك وطامي بحرك.
بيان: نعوم أي نسبح، وطامي يعني العالي (1). وتقدم في " شبه " بعض ما يتعلق بذلك.
قول الصادق (عليه السلام) للمنصور: قد بلغت أشياء لم يبلغها أحد من آبائي في الإسلام وما أراني أصحبك إلا قليلا، ما أرى هذه السنة تتم لي، قال: فإن بقيت؟
قال: ما أراني أبقى، قال: فقال المنصور: إحسبوا له، فحسبوا فمات في شوال (2).
وروى أبو الفرج الأصفهاني في كتاب المقاتل، عن أيوب بن عمر قال: لقى الصادق (عليه السلام) أبا جعفر المنصور فقال: أردد على عين أبي زياد آكل من سعفها، قال: إياي تكلم بهذا الكلام والله لأزهقن نفسك قال: لا تعجل قد بلغت ثلاثا وستين وفيها مات أبي وجدي علي بن أبي طالب، فعلي كذا وكذا أن آذيتك بنفسي أبدا، وإن بقيت بعدك أن آذيت الذي يقوم مقامك، فرق له وأعفاه (3).