لجميع الأزمنة ولا يختص بزمان دون زمان، فلا بد من وجود معصوم في كل زمان ليصح أمر مؤمني كل زمان بمتابعتهم - الخ.
والعجب من إمامهم الرازي كيف قارب ثم جانب وسدد ثم شدد وأقر وشيد مذهب الشيعة، ثم أنكر وأصر ورد بما هو أهون من بيت العنكبوت، وبيان المجلسي في رد شبهاته الواهية، فراجع البحار (1).
أقول: وبتقريب آخر واضح عند الكل شمول خطاب القرآن لعامة المؤمنين في كل زمان فالمؤمنون كافة أمروا بالكون مع الصادقين، وواضح أنه ليس المراد من الكون الكون مع أجسامهم، بل المراد لزوم طريقتهم وإطاعتهم ومتابعتهم في أقوالهم وأفعالهم، فوجب على المؤمنين كافة أن يتبعوا ويطيعوا الصادقين في نياتهم وأقوالهم وأفعالهم في كل زمان فلا يخلو من أن يكون المراد من الصادقين الصادقين في كل أقوالهم وأفعالهم ونياتهم فيكونون معصومين من الخطأ والزلل.
وقال الصادق (عليه السلام): من صدق لسانه زكى عمله، أو يكفي الصدق في بعضها، فيشمل أكثر الناس إن لم يشمل كلهم فالأفراد الأولون مرادون في الآية قطعا بلا خلاف، بل الإجماع من الكل على شمول الآية لهذه الأفراد، وإنما الخلاف في أنهم بشرط لا، فلا يدخل في الآية أحد غيرهم، أو أنهم داخلون لا بشرط، فيشمل الصادقين في البعض، فنأخذ بمورد الاتفاق والمتيقن وندع المشكوك الذي مورد الخلاف وعلى من ادعى دخولهم في الآية إقامة الدليل، وأنى لهم وإقامة الدليل على وجوب متابعة من يكون صادقا في بعض الأقوال والأفعال وفي بعضها يكون كاذبا، والكاذب يكون ملعونا غير مؤمن وله عذاب أليم، كما هو صريح الآيات الكريمة ويصير عاصيا آثما فاسقا ظالما وقد نهى الله عن الكون مع الظالمين والفاسقين والكاذبين وإطاعتهم والجلوس في مجالسهم، فكيف يأمر بإطاعتهم ومتابعتهم، وقال تعالى: * (فلا تطع منهم آثما أو كفورا) *، وقال: * (ولا تطع الكافرين والمنافقين) *، وقال حكاية عن أهل النار: * (ربنا إنا أطعنا سادتنا