جائع، فقلنا: هلكنا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: من فضل طعامكم، ومن فضل تمركم وورقكم وخلقكم وخرقكم تطفون بها غضب الرب - إلى أن قال: - ومن أطعم أخاه من جوع، أطعمه الله من طيبات الجنة، ومن سقاه من ظمأ، سقاه الله من الرحيق المختوم - الخ (1). والكافي نحو الكلام الأخير (2).
أقول: وفي مشكلات العلوم روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من أكل البغفة، وقذف الوغفة، واستعمل الخشبتين، أمن من الشوص واللوص والعلوص. قال في قرة العين: البغفة ما يبقى من الغذاء في خلال الأسنان، والوغفة ما تنتشر من الطعام حيال الخوان، والمراد بالخشبتين السواك والخلال - الخ. ولعله اشتباه فإن أكل ما في خلال الأسنان مذموم، وأكل ما ينتشر من الخوان ممدوح، كما تقدم.
الكلام فيما لا يجمع من الأغذية في المعدة، كما في شرح الأسباب للنفيسي قال الأطباء والمجربون: لا يجمع بين السمك الطري واللبن، فإنهما يولدان أمراضا مزمنة، كالجذام والفالج، ولا اللبن مع الحامض لأن الحموضة تجبن اللبن في المعدة، فيصير سما، وربما يحدث القولنج حتى نهوا عن الجمع بين المضيرة لما فيها شئ من اللبن، وبين الأجاصية لما فيها يسير حموضة بسبب الأجاص " آلو "، ولا السويق مع الأرز المطبوخ باللبن (شير برنج باسويق)، لأنهما يولدان القولنج، لكونهما منفخين، ولا العنب مع الرؤوس، ولا الرمان مع الهريسة. إنتهى.
بيان: المضيرة، مريقة تطبخ باللبن، أي لبن الحامض (آش دوغ).
ويظهر من الرسالة الذهبية للرضا (عليه السلام) المنع من الجمع بين البيض والسمك في المعدة في وقت واحد، فإنهما متى اجتمعا في جوف الإنسان، ولد عليه النقرس والقولنج والبواسير ووجع الأضراس، واللبن والنبيذ الذي يشربه أهله إذا اجتمعا ولدا النقرس والبرص - الخ.