الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الطيرة على ما تجعلها إن هونتها تهونت، وإن شددتها تشددت، وإن لم تجعلها شيئا لم تكن شيئا (1).
الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة لم ينج منها نبي، فمن دونه: التفكر في الوسوسة في الخلق، والطيرة، والحسد، إلا أن المؤمن لا يستعمل حسده.
الخصال: عنه نحوه (2).
وعنه (عليه السلام) مثله، وبيان فيه معنى الحديث (3).
أقول: يأتي في " وسوس " أيضا: ما يتعلق بمعنى الحديث. وتقدم في " ربع ":
من خرج يوم الأربعاء لا يدور خلافا على أهل الطيرة وقي من كل آفة، وعوفي من كل عاهة، وقضى الله له حاجته، وكذلك الحجامة.
أقول: روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يحب الفال الصالح، والاسم الحسن، ويكره الطيرة بكسر الطاء وفتح الياء، وهي التشأم واشتقاق التطير من الطير، لأن أصل الزجر في العرب كان من الطير كصوت الغراب، فألحق به غيره.
قال الدميري: إنما أحب النبي (صلى الله عليه وآله) الفال، لأن الإنسان إذا أمل فضل الله كان على خير، وإن قطع رجاءه من الله كان على شر، والطيرة فيها سوء ظن وتوقع للبلاء، وقالوا: يا رسول الله لا يسلم أحد منا من الطيرة والحسد والظن فما نصنع؟
قال: إذا تطيرت فامض، وإذا حسدت فلا تبغ، وإذا ظننت فلا تتحقق.
وقال (صلى الله عليه وآله) أيضا: كفارة الطير التوكل.
واعلم! أن التطير إنما يضر من أشفق منه وخاف، وأما من لم يبال به ولا يعبأ به فلا يضره البتة، لا سيما إن قال عند رؤية ما يتطير منه أو سماعه ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك، اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يذهب بالسيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي