بعد ما كادت! (1).
- لما خرجت عائشة وطلحة والزبير من مكة إلى البصرة، طرقت ماء الحوأب - وهو ماء لبني عامر بن صعصعة - فنبحتهم الكلاب، فنفرت صعاب إبلهم، فقال قائل منهم: لعن الله الحوأب فما أكثر كلابها! فلما سمعت عائشة ذكر الحوأب قالت: أهذا ماء الحوأب؟ قالوا:
نعم، فقالت: ردوني ردوني، فسألوها ما شأنها؟ ما بدا لها؟ فقالت: إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: كأني بكلاب ماء يدعى الحوأب، قد نبحت بعض نسائي، ثم قال لي: إياك يا حميراء أن تكونيها!
فقال لها الزبير: مهلا يرحمك الله، فإنا قد جزنا ماء الحوأب بفراسخ كثيرة! فقالت: أعندك من يشهد بأن هذه الكلاب النابحة ليست على ماء الحوأب؟ فلفق لها الزبير وطلحة خمسين أعرابيا جعلا لهم جعلا، فحلفوا لها وشهدوا أن هذا الماء ليس بماء الحوأب! فكانت هذه أول شهادة زور في الإسلام، فسارت عائشة لوجهها (2).
- قيس بن أبي حازم: عن عائشة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال لأزواجه: أيتكن التي تنبحها كلاب الحوأب؟! فلما مرت عائشة نبحت الكلاب، فسألت عنه فقيل لها: هذا ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلا راجعة، فقيل لها: يا أم المؤمنين!
إنما تصلحين بين الناس (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما لقي عليا (عليه السلام) والزبير في سقيفة بني ساعدة -: أتحبه يا زبير؟ قال: وما يمنعني؟! قال: فكيف بك إذا قاتلته وأنت ظالم له؟ قال: فيرون أنه إنما ولي لذلك (4).
- الإمام علي (عليه السلام) - للزبير - نشدتك بالله هل تعلم أني كنت أنا وأنت في سقيفة بني فلان تعالجني وأعالجك، فمر بي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لي: كأنك تحبه؟! قلت: وما يمنعني؟ قال: أما إنه ليقاتلنك وهو الظالم؟ قال الزبير: اللهم نعم، ذكرتني ما قد نسيت، فولى راجعا (5).
- حذيفة: عليكم بالفئة التي فيها ابن سمية، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: تقتله الفئة الباغية (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لتفتحن عصابة من المسلمين كنز آل كسرى الذي في الأبيض (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تذهب الليالي والأيام حتى تجتمع هذه الأمة على رجل واسع السرم ضخم البلعم يأكل ولا يشبع وهو معاوية (8).
- أم سلمة: دخل الحسين (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) وأنا جالسة على الباب، فتطلعت فرأيت في كف النبي (صلى الله عليه وآله) شيئا يقلبه وهو نائم على بطنه، فقلت:
يا رسول الله! تطلعت فرأيتك تقلب شيئا في كفك والصبي نائم على بطنك ودموعك تسيل؟! فقال:
إن جبرئيل أتاني بالتربة التي يقتل عليها