وجعله هاديا إلى ملة هي أقوم جريا على السنة الإلهية في هداية الناس إلى التوحيد والعبودية وإسعاد من اهتدى منهم وإشقاء من ضل، لكن الإنسان لا يميز الخير من الشر، ولا يفرق بين النافع والضار، بل يستعجل كل ما يهواه فيطلب الشر كما يطلب الخير، والحال أن العمل سواء كان خيرا أو شرا لازم لصاحبه لا يفارقه، وهو أيضا محفوظ عليه في كتاب سيخرج له يوم القيامة وينشر بين يديه ويحاسب عليه، وإذا كان كذلك كان من الواجب على الإنسان أن لا يبادر إلى اقتحام كل ما يهواه ويشتهيه ولا يستعجل ارتكابه، بل يتوقف في الأمور ويتروى حتى يميز بينها ويفرق خيرها من شرها، فيأخذ بالخير ويتحرز الشر (1).
[2991] أصحاب اليمين الكتاب * (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين * في سدر مخضود * وطلح منضود * وظل ممدود * وماء مسكوب * وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة * وفرش مرفوعة * إنا أنشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكارا * عربا أترابا * لأصحاب اليمين * ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين) * (2).
* (فأما من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حسابا يسيرا) * (3).
* (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلا) * (4).
* (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه) * (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يحاسب المؤمن أعطاه كتابه بيمينه وحاسبه فيما بينه وبينه، فيقول: عبدي! فعلت كذا وكذا وعملت كذا وكذا! فيقول: نعم يا رب قد فعلت ذلك، فيقول: قد غفرتها لك وأبدلتها حسنات، فيقول الناس: سبحان الله أما كان لهذا العبد سيئة واحدة؟! وهو قول الله عز وجل: * (فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا) * (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ليست تشهد الجوارح على مؤمن، إنما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - وقد سمعه معاوية بن وهب -: إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة، فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ويوحي إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي إلى بقاع الأرض: اكتمي ما كان يعمل عليك من