الذي لا يكون له غبار ولا لجب، ولا قعقعة لجم ولا حمحمة خيل، يثيرون الأرض بأقدامهم كأنها أقدام النعام (1).
- عنه (عليه السلام): - أيضا - فويل لك يا بصرة عند ذلك من جيش من نقم الله لا رهج له ولا حس، وسيبتلى أهلك بالموت الأحمر، والجوع الأغبر (2).
- عنه (عليه السلام): - لما عزم على حرب الخوارج وقيل له: إن القوم عبروا جسر النهروان -:
مصارعهم دون النطفة (3)، والله لا يفلت منهم عشرة، ولا يهلك منكم عشرة (4).
- جندب: لما فارقت الخوارج عليا خرج في طلبهم وخرجنا معه، فانتهينا إلى عسكر القوم فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن، وإذا فيهم أصحاب النقبات وأصحاب البرانس! فلما رأيتهم دخلني من ذلك شدة فتنحيت فركزت رمحي ونزلت عن فرسي ووضعت برنسي فنشرت عليه درعي وأخذت بمقود فرسي فقمت أصلي إلى رمحي وأنا أقول في صلاتي: اللهم! إن كان قتال هؤلاء القوم لك طاعة فأذن لي فيه! وإن كان معصية فأرني براءتك! قال: فأنا كذلك إذ أقبل علي ابن أبي طالب على بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله)! فلما جاء إلي قال: تعوذ بالله يا جندب من شر السخط!
فجئت أسعى اليه، ونزل فقام يصلي إذ أقبل رجل على برذون يقرب به فقال: يا أمير المؤمنين!
قال: ما شأنك؟ قال: ألك حاجة في القوم؟ قال:
وما ذاك؟ قال: قد قطعوا النهر فذهبوا، قال: ما قطعوه، قلت: سبحان الله! ثم جاء آخر أرفع منه في الجري فقال: يا أمير المؤمنين! قال: ما تشاء؟ قال ألك حاجة في القوم؟ قال: وما ذاك؟
قال: قد قطعوا النهر فذهبوا، قلت: الله أكبر قال علي: ما قطعوه، قال: سبحان الله! ثم جاء آخر فقال: قد قطعوا النهر فذهبوا. قال علي: ما قطعوه، ثم جاء آخر يستحضر بفرسه فقال:
يا أمير المؤمنين! قال: ما تشاء؟ قال: ألك حاجة في القوم؟ قال: وما ذاك؟ فقال: قد قطعوا النهر فذهبوا، قال علي: ما قطعوه ولا يقطعونه وليقتلن دونه، عهد من الله ورسوله! قلت: الله أكبر! ثم قمت فأمسكت له بالركاب ثم ركب فرسه ثم رجعت إلى درعي فلبستها وإلى قوسي فعلقتها وخرجت أسايره، فقال لي: يا جندب! قلت: لبيك يا أمير المؤمنين! قال: أما أنا فأبعث إليهم رجلا يقرأ المصحف يدعو إلى كتاب الله ربهم وسنة نبيهم فلا يقبل علينا بوجهه حتى يرشقوه بالنبل، يا جندب! أما إنه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشره، فانتهينا إلى القوم وهم في معسكرهم الذي كانوا فيه لم يبرحوا، فنادى علي في أصحابه