أو معتمرا أو يبتغي من فضل الله فهو آمن على دمه وماله، ومن قدم المدينة من قريش مجتازا إلى مصر وإلى الشام يبتغي من فضل الله فهو آمن على دمه وماله، وعلى أنه من جاء محمدا من قريش فهو رد، ومن جاءهم من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) فهو لهم، فاشتد ذلك على المسلمين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من جاءهم منا فأبعده الله، ومن جاءنا منهم رددناه إليهم يعلم الله الإسلام من نفسه يجعل الله له مخرجا، وصالحوه على أنه يعتمر عاما قابلا في مثل هذا الشهر لا يدخل علينا بخيل ولا سلاح إلا ما يحمل المسافر في قرابه فيمكثوا فيها ثلاث ليال، وعلى أن هذا الهدي حيث حبسناه فهو محله ولا يقدمه علينا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): نحن نسوقه وأنتم تردون وجهه (1).
- عبد الله بن أبي أوفى: كنا يوم الشجرة ألفا وأربعمائة أو ألفا وثلاثمائة، وكانت أسلم يومئذ ثمن المهاجرين (2).
- أنس: إن قريشا صالحوا النبي (صلى الله عليه وآله) منهم سهيل بن عمرو، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: أما بسم الله الرحمن الرحيم فلا ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم، ولكن اكتب بما نعرف: باسمك اللهم، فقال: اكتب من محمد رسول الله، قالوا: لو علمنا أنك رسول الله لاتبعناك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): اكتب من محمد بن عبد الله، فاشترطوا على النبي (صلى الله عليه وآله) أن من جاء منكم لم نرده عليكم، ومن جاء منا رددتموه علينا، فقالوا:
يا رسول الله أنكتب هذا؟ قال: نعم، إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله، ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا (3).
(انظر) البحار: 20 / 317 باب 20.
كنز العمال: 10 / 384.
[3054] غزوة خيبر وفدك الكتاب * (سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا) * (4).
- بريدة: لما كان يوم خيبر أخذ اللواء أبو بكر، فرجع ولم يفتح له، فلما كان من الغد أخذ عمر ولم يفتح له، وقتل ابن مسلمة ورجع الناس، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لأدفعن لوائي هذا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لن يرجع حتى يفتح عليه، فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا، فصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الغداة ثم دعا باللواء وقام قائما، فما منا من رجل له منزلة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا وهو يرجو أن يكون ذلك الرجل، حتى تطاولت أنا لها ورفعت رأسي لمنزلة كانت لي منه، فدعا علي ابن أبي طالب وهو يشتكي عينيه فمسحها ثم دفع إليه اللواء ففتح له (5).