رسول الله، فقال: هم قصاص من مخالفينا، وتدري من العلماء؟ فقلت: لا يا ابن رسول الله، قال: فقال: هم علماء آل محمد (عليهم السلام) الذين فرض الله عز وجل طاعتهم وأوجب مودتهم.
ثم قال: أتدري ما معنى قوله: أو ليقبل بوجوه الناس إليه؟ قلت: لا، قال: يعني بذلك والله ادعاء الإمامة بغير حقها، ومن فعل ذلك فهو في النار (1).
[2867] أصناف طلبة العلم - الإمام علي (عليه السلام): طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف، ألا فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم:
صنف منهم يتعلمون للمراء والجدل [الجهل]، وصنف منهم يتعلمون للاستطالة والختل، وصنف منهم يتعلمون للفقه والعمل.
فأما صاحب المراء والجدل [الجهل] تراه مؤذيا مماريا للرجال في أندية المقال، قد تسربل بالتخشع، وتخلى من الورع، فدق الله من هذا حيزومه، وقطع منه خيشومه.
وأما صاحب الاستطالة والختل فإنه يستطيل على أشباهه من أشكاله، ويتواضع للأغنياء من دونهم، فهو لحلوائهم هاضم، ولدينه حاطم، فأعمى الله من هذا بصره، وقطع من آثار العلماء أثره.
وأما صاحب الفقه والعمل تراه ذا كآبة وحزن، قد قام الليل في حندسه، وقد انحنى في برنسه، يعمل ويخشى، خائفا وجلا من كل أحد إلا من كل ثقة من إخوانه، فشد الله من هذا أركانه، وأعطاه يوم القيامة أمانه (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلماء ثلاثة: رجل عاش به الناس وعاش بعلمه، ورجل عاش به الناس وأهلك نفسه، ورجل عاش بعلمه ولم يعش به أحد غيره (3).
- الإمام علي (عليه السلام): العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة، هاه [و] إن ها هنا - وأشار بيده إلى صدره - لعلما جما لو أصبت له حملة! بلى أصبت لقنا غير مأمون، يستعمل آلة الدين في الدنيا، ويستظهر بحجج الله على خلقه، وبنعمه على عباده، ليتخذه الضعفاء وليجة من دون ولي الحق.
أو منقادا لحملة العلم، لا بصيرة له في أحنائه، يقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة.
ألا، لا ذا، ولا ذاك، فمنهوم باللذات سلس القياد، أو مغري بالجمع والادخار، ليسا من رعاة الدين، أقرب شبها بهما الأنعام السائمة! كذلك يموت العلم بموت حامليه، اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجة ظاهر أو خاف مغمور، لئلا تبطل حجج الله وبيناته، وكم وأين، أولئك الأقلون عددا الأعظمون خطرا؟! (4).