عليه بوساطة العلم، وكذا الفعل مشتمل على المصلحة بمعنى تفرعه على صورتها العلمية المحاكية للخارج.
وهذا إنما يتم في الفعل الذي أريد به مطابقة الخارج كأفعالنا الإرادية، وأما الفعل الذي هو نفس الخارج - وهو فعل الله سبحانه - فهو نفس الحكمة، لا لمحاكاته أمرا آخر هو الحكمة وفعله مشتمل على المصلحة بمعنى أنه متبوع المصلحة لا تابع للمصلحة بحيث تدعوه إليه وتبعثه نحوه كما عرفت.
وكل فاعل غيره تعالى يسأل عن فعله بقول:
" لم فعلت كذا؟ " والمطلوب به أن يطبق فعله على النظام الخارجي بما عنده من النظام العلمي، ويشير إلى وجه المصلحة الباعثة له نحو الفعل، وأما هو سبحانه فلا مورد للسؤال عن فعله، إذ فعله نفس النظام الخارجي الذي يطلب بالسؤال تطبيق الفعل عليه، ولا نظام خارجي آخر حتى يطبق هو عليه، وفعله هو الذي تكون صورته العلمية مصلحة داعية باعثة نحو الفعل، ولا نظام آخر فوقه - كما سمعت - حتى تكون الصورة العلمية المأخوذة منه مصلحة باعثة نحو هذا النظام، فافهم (1).
[2665] صمد الكتاب * (الله الصمد) * (2).
- الإمام الحسين (عليه السلام): الصمد: الذي لا جوف له، والصمد: الذي قد انتهى سؤدده، والصمد الذي لا يأكل ولا يشرب، والصمد: الذي لا ينام، والصمد: الدائم الذي لم يزل ولا يزال (3).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): الصمد: الذي لا شريك له، ولا يؤوده حفظ شئ، ولا يعزب عنه شئ (4).
- الإمام علي (عليه السلام): الصمد: بلا تبعيض بدد (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في تفسير الصمد -:
الذي ليس بمجوف (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - أيضا -: السيد المصمود إليه في القليل والكثير (7).
- عنه (عليه السلام): الصمد: السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر وناه (8).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): الصمد: هو الذي إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون، والصمد:
الذي أبدع الأشياء فخلقها أضدادا وأشكالا وأزواجا، وتفرد بالوحدة بلا ضد ولا شكل ولا مثل ولا ند (9).
- الإمام علي (عليه السلام) - في التوحيد -: ما وحده من كيفه، ولا حقيقته أصاب من مثله، ولا إياه عنى من شبهه، ولا صمده من أشار إليه وتوهمه (10).