الخارجي، لكن الرب المدبر للكون فعله نفس النظام الخارجي المتبوع للقوانين العقلية، فمن المحال أن يكون فعله تابعا للقوانين العقلية وهو متبوع، فافهم ذلك.
فهذا تقرير حجة الآية، وهي حجة برهانية مؤلفة من مقدمات يقينية تدل على أن التدبير العام الجاري - بما يشتمل عليه ويتألف منه من التدابير الخاصة - صادر عن مبدأ واحد غير مختلف، لكن المفسرين قرروها حجة على نفي تعدد الصانع واختلفوا في تقريرها، وربما أضاف بعضهم إليها من المقدمات ما هو خارج عن منطوق الآية، وخاضوا فيها حتى قال القائل منهم: إنها حجة إقناعية غير برهانية أوردت إقناعا للعامة (1).
[2627] ما يلزم من تعدد الآلهة (3) الكتاب * (قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا * سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليهما السلام) -: واعلم يا بني أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته، ولكنه إله واحد كما وصف نفسه، لا يضاده في ملكه أحد، ولا يزول أبدا (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (لو كان معه آلهة كما يقولون...) * -: لو كانت الأصنام آلهة كما يزعمون لصعدوا إلى العرش (4).
في تفسير الميزان بعد نقل ما في تفسير القمي:
أقول: أي لاستولوا على ملكه تعالى وأخذوا بأزمة الأمور، وأما العرش بمعنى الفلك المحدد للجهات، أو جسم نوراني عظيم فوق العالم الجسماني كما ذكره بعضهم، فلا دليل عليه من الكتاب، وعلى تقدير ثبوته لا ملازمة بين الربوبية والصعود على هذا الجسم (5).
وقال في تفسير الآية: ملخص الحجة: أنه لو كان معه آلهة كما يقولون، وكان يمكن أن ينال غيره تعالى شيئا من ملكه الذي هو من لوازم ذاته الفياضة لكل شئ، وحب الملك والسلطنة مغروز في كل موجود بالضرورة، لطلب أولئك الآلهة أن ينالوا ملكه فيعزلوه عن عرشه، ويزدادوا ملكا على ملك، لحبهم ذلك ضرورة، لكن لا سبيل لأحد إليه تعالى عن ذلك (6).
[2628] واحد لا بعدد - الإمام علي (عليه السلام): واحد لا بعدد، ودائم لا بأمد، وقائم لا بعمد (7).