فعدو الله إمام المتعصبين، وسلف المستكبرين، الذي وضع أساس العصبية، ونازع الله رداء الجبرية، وادرع لباس التعزز، وخلع قناع التذلل (1).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: اعترته الحمية، وغلبت عليه الشقوة، وتعزز بخلقة النار، واستوهن خلق الصلصال (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الملائكة كانوا يحسبون أن إبليس منهم، وكان في علم الله أنه ليس منهم، فاستخرج ما في نفسه بالحمية والغضب فقال: خلقتني من نار وخلقته من طين (3).
[2746] التعصب الممدوح - الإمام علي (عليه السلام) - في خطبة القاصعة -:
ولقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصب لشئ من الأشياء إلا عن علة تحتمل تمويه الجهلاء، أو حجة تليط بعقول السفهاء، غيركم، فإنكم تتعصبون لأمر ما يعرف له سبب ولا علة (مس يد علة)، أما إبليس فتعصب على آدم لأصله، وطعن عليه في خلقته، فقال: أنا ناري وأنت طيني، وأما الأغنياء من مترفة الأمم فتعصبوا لآثار مواقع النعم، فقالوا: نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين.
فإن كان لابد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال، ومحامد الأفعال، ومحاسن الأمور، التي تفاضلت فيها المجداء النجداء من بيوتات العرب، ويعاسيب القبائل، بالأخلاق الرغيبة، والأحلام العظيمة، والأخطار الجليلة، والآثار المحمودة. فتعصبوا لخلال الحمد من الحفظ للحوار، والوفاء بالذمام، والطاعة للبر، والمعصية للكبر، والأخذ بالفضل، والكف عن البغي، والإعظام للقتل، والإنصاف للخلق، والكظم للغيظ، واجتناب الفساد في الأرض (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يأثم (5).
- الإمام علي (عليه السلام): إن كنتم لا محالة متعصبين فتعصبوا لنصرة الحق وإغاثة الملهوف (6).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب - وذلك حين أسلم - غضبا للنبي (صلى الله عليه وآله) في حديث السلا الذي القي على النبي (صلى الله عليه وآله) (7).
- الإمام علي (عليه السلام) - فيما استنهض الناس لنصرته -: ما تنتظرون بنصركم ربكم؟ أما دين يجمعكم، ولا حمية تحمشكم؟! (8).