[3507] التكليف - الإمام علي (عليه السلام): اعلموا أن ما كلفتم به يسير، وأن ثوابه كثير، ولو لم يكن فيما نهى الله عنه من البغي والعدوان عقاب يخاف لكان في ثواب اجتنابه ما لا عذر في ترك طلبه (1).
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه أمر عباده تخييرا، ونهاهم تحذيرا، وكلف يسيرا، ولم يكلف عسيرا، وأعطى على القليل كثيرا، ولم يعص مغلوبا، ولم يطع مكرها، ولم يرسل الأنبياء لعبا، ولم ينزل الكتاب للعباد عبثا، ولا خلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا: * (ذلك ظن الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار) * (2).
- عنه (عليه السلام): اعلموا أنه لن يرضى عنكم بشئ سخطه على من كان قبلكم، ولن يسخط عليكم بشئ رضيه ممن كان قبلكم، وإنما تسيرون في أثر بين، وتتكلمون برجع قول قد قاله الرجال من قبلكم (3).
قال العلامة الطباطبائي رضوان الله عليه تحت عنوان " بحث فلسفي في كيفية وجود التكليف ودوامه ":
قد تقدم في خلال أبحاث النبوة وكيفية انتشاء الشرائع السماوية في هذا الكتاب أن كل نوع من أنواع الموجودات له غاية كمالية هو متوجه إليها ساع نحوها طالب لها بحركة وجودية تناسب وجوده، لا يسكن عنها دون أن ينالها، إلا أن يمنعه عن ذلك مانع مزاحم فيبطل دون الوصول إلى غايته، كالشجرة تقف عن الرشد والنمو قبل أن تبلغ غايتها لآفات تعرضها. وتقدم أيضا أن الحرمان من بلوغ الغايات إنما هو في أفراد خاصة من الأنواع، وأما النوع بنوعيته فلا يتصور فيه ذلك.
وأن الإنسان - وهو نوع وجودي - له غاية وجودية لا ينالها إلا بالاجتماع المدني، كما يشهد به تجهيز وجوده بما لا يستغني به عن سائر أمثاله كالذكورة والأنوثة والعواطف والإحساسات وكثرة الحوائج وتراكمها.
وأن تحقق هذا الاجتماع وانعقاد المجتمع الإنساني يحوج أفراد المجتمع إلى أحكام وقوانين ينتظم باحترامها والعمل بها شتات أمورهم ويرتفع بها اختلافاتهم الضرورية، ويقف بها كل منهم في موقفه الذي ينبغي له ويجوز بها سعادته وكماله الوجودي، وهذه الأحكام والقوانين العملية في الحقيقة منبعثة عن الحوائج التي تهتف بها خصوصية وجود الإنسان وخلقته الخاصة بما لها من التجهيزات البدنية والروحية، كما أن خصوصية وجوده وخلقته مرتبطة