ثبوت مثله أولا.
ثم لما أمكن أن يتوهم أن جواز الإحياء الثاني لا يستلزم الوقوع بتعلق القدرة به - استبعادا له واستصعابا - دفعه بقوله: * (وأنه على كل شئ قدير) *، فإن القدرة لما كانت غير متناهية كانت نسبتها إلى الإحياء الأول والثاني، وما كان سهلا في نفسه أو صعبا على حد سواء، فلا يخالطها عجز ولا يطرأ عليها عي وتعب.
وهذه الجملة أيضا في مجرى قوله تعالى:
* (أفعيينا بالخلق الأول) * (1) وقوله: * (إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير) * حم السجدة 39 وسائر الآيات المثبتة للبعث بعموم القدرة وعدم تناهيها.
فهذه - أعني ما في قوله تعالى: * (ذلك بأن الله...) * إلى آخر الآية - نتائج ثلاث مستخرجة من الآية السابقة عليها، مسوقة جميعا لغرض واحد وهو ذكر ما يثبت به البعث، وهو الذي تتضمنه الآية الأخيرة * (وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور) * (2).
[2970] الدليل الثالث لاثبات المعاد الكتاب * (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شئ قدير) * (3).
* (أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد) * (4).
* (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الاعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) * (5).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): العجب كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى الأولى (6).
- الإمام علي (عليه السلام): من وصاياه لابنه الحسن (عليه السلام) -: واعلم أن مالك الموت هو مالك الحياة، وأن الخالق هو المميت، وأن المفني هو المعيد (7).
التفسير:
قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان في تفسير قوله تعالى: * (وهو أهون عليه) *: والذي ينبغي أن يقال: إن الجملة - أعني قوله: * (وهو أهون عليه) * - معلل بقوله بعده: * (ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) * فهو الحجة المثبتة لقوله:
* (وهو أهون عليه) *.
والمستفاد من قوله: * (ولله المثل الأعلى...) * إلخ أن كل وصف كمالي يمثل به شئ في السماوات والأرض كالحياة والقدرة والعلم والملك والجود والكرم والعظمة والكبرياء