أحكام وآثار يتصل بعضها ببعض، ولو اختل واحد منها لاختل الجميع وسلامة الواحد تدل على سلامة السلسلة. وهذا قانون كلي غير قابل لورود الاستثناء عليه.
فلو انتقل مثلا جسم من مكان إلى مكان آخر في زمان كان من لوازمه أن يفارق المكان الأول ويبتعد منه ويغيب عنه وعن كل ما يلازمه ويتصل به ويخلو عنه المكان الأول ويشغل به الثاني وأن يقطع ما بينهما من الفصل إلى غير ذلك من اللوازم، ولو اختل واحد منها - كأن يكون في الزمان المفروض شاغلا للمكان الأول - اختلت جميع اللوازم المحتفة به.
وليس في وسع الإنسان ولا أي سبب مفروض إذا ستر شيئا من الحقائق الكونية بنوع من التلبيس أن يستر جميع اللوازمات والملزومات المرتبطة به أو أن يخرجها عن محالها الواقعية أو يحرفها عن مجراها الكونية، فإن ألقى سترا على واحدة منها ظهرت الأخرى وإلا فالثالثة، وهكذا.
ومن هنا كانت الدولة للحق وإن كانت للباطل جولة، وكانت القيمة للصدق وإن تعلقت الرغبة أحيانا بالكذب، قال تعالى: * (إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) * (1) وقال: * (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) * (2). وقال: * (إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) * (3) وقال: * (بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج) * (4) وذلك أنهم لما عدوا الحق كذبا بنوا على الباطل واعتمدوا عليه في حياتهم، فوقعوا في نظام مختل يناقض بعض أجزائه بعضا ويدفع طرف منه طرفا (5).
[3465] أقبح الكذب الكتاب * (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم) * (6).
* (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شئ) * (7).
* (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) * (8).
* (ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) * (9).
* (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) * (10).
- الإمام علي (عليه السلام): إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شئ أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله (11).