[2599] ما ينبغي لمن عرف نفسه - الإمام علي (عليه السلام): ينبغي لمن عرف نفسه أن يلزم القناعة والعفة (1).
- عنه (عليه السلام): ينبغي لمن عرف نفسه أن لا يفارقه الحزن والحذر (2).
- عنه (عليه السلام): ينبغي لمن عرف نفسه أن لا يفارقه الحذر والندم، خوفا أن تزل به القدم (3).
- عنه (عليه السلام): ينبغي لمن علم شرف نفسه أن ينزهها عن دناءة الدنيا (4).
[2600] تفسير معرفة النفس - الإمام الصادق (عليه السلام): عرفان المرء نفسه أن يعرفها بأربع طبائع، وأربع دعائم، وأربعة أركان: فطبائعه: الدم والمرة والريح والبلغم، ودعائمه: العقل، ومن العقل الفهم والحفظ، وأركانه: النور والنار والروح والماء (5).
قال العلامة في تفسير الميزان بعد ذكر قوله (عليه السلام) " من عرف نفسه عرف ربه ":
ورواه الفريقان عن النبي أيضا، وهو حديث مشهور، وقد ذكر بعض العلماء أنه من تعليق المحال، ومفاده استحالة معرفة النفس لاستحالة الإحاطة العلمية بالله سبحانه. ورد أولا: بقوله (صلى الله عليه وآله) في رواية أخرى: أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه، وثانيا: بأن الحديث في معنى عكس النقيض لقوله تعالى: * (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم) *.
وفيه عنه (عليه السلام): قال: الكيس من عرف نفسه وأخلص أعماله.
أقول: تقدم في البيان السابق معنى ارتباط الإخلاص وتفرعه على الاشتغال بمعرفة النفس.
وفيه عنه (عليه السلام) قال: المعرفة بالنفس أنفع المعرفتين.
الظاهر أن المراد بالمعرفتين المعرفة بالآيات الأنفسية والمعرفة بالآيات الآفاقية، قال تعالى:
* (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد) * حم السجدة: 53 وقال تعالى:
* (وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون) * الذاريات: 21.
وكون السير الأنفسي أنفع من السير الآفاقي لعله لكون المعرفة النفسانية لا تنفك عادة من إصلاح أوصافها وأعمالها، بخلاف المعرفة الآفاقية، وذلك أن كون معرفة الآيات نافعة إنما هو لأن معرفة الآيات بما هي آيات موصلة إلى معرفة الله سبحانه وأسمائه وصفاته وأفعاله، ككونه تعالى حيا لا يعرضه موت، وقادرا لا يشوبه عجز، وعالما لا يخالطه جهل، وأنه تعالى هو الخالق لكل شئ، والمالك